"مقال : أنور بن حمدون " فزعة وطن" ..زمن الألفية الثالثة مهارات لا شهادات " - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الجمعة، 31 أغسطس 2018

"مقال : أنور بن حمدون " فزعة وطن" ..زمن الألفية الثالثة مهارات لا شهادات "

زمن الألفية الثالثة بات زمن العمل الحر والإبداع والتميز والريادة والمبادرة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاعين الخاص والعام على السواء، فمعظم قصص النجاح التي تحققت في هذه الألفية تطغى فيها المهارات على الشهادات، وذلك لأسباب كثيرة منها نوعية فرص العمل المطلوبة لدى جيل الشباب وفرص زيادة الدخل والقيم المكتسبة من ذلك وطبيعة هذه الألفية التي أساسها التقنية وثورة تكنولوجيا المعلومات وغيرها من الأسباب والتي تواءم لغة العصر الحديث، لكننا ورغم ذلك ما زلنا نلحظ الكثير من الشباب الذين لا تؤهلهم قدراتهم الذهنية أو تحصيلهم الدراسي للدخول للجامعات يحاولون أن لا يعطوا آذاناً صاغية لهذه الحقائق ويتجهون لتحقيق ميولهم ورغباتهم –وإن كانت لا توازي قدراتهم- لحبهم وشغفهم بالشهادة والتي تعزز عندهم حسب تفكيرهم وثقافتهم المجتمعية الأنفة والثقة بالنفس لأنهم فقط يحملون شهادات وإن كانت حسب الذهنية القديمة جداً لا تستخدم البتة وتعلق على الجدران وتسوق الشباب أحياناً إلى طوابير العاطلين عن العمل لكنها ترضي الفضولية لدى الشباب والأنفة لدى الوالدين وتشكل لهم مصدر الإعتزاز أمام أقرانهم.

ولهذا فإننا أصبحنا نجد بعض الشهادات تؤخذ لتصبح مصدر اعتزاز للوالدين وللتباهي بها أمام أقرانهم وأصدقائهم حتى وإن كانت لا تتواءم وحاجات سوق العمل أو لا تؤول لنتيجة أو لمجرد الشهادة، وربما ليقال أحيانا أن أبو فلان هوعنده شهادة كذا! ولهذا نجد الكثير من الشهادات المكدسة والتي لا يعمل أصحابها، والدلالة على ذلك طوابير العاطلين عن العمل،  بيد أننا نجد الكثير من فرص العمل التي تتطلب المهارات والتي تطلب عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا بحد ذاته يشكل جدلية متناقضة لدى هؤلاء ولدى المجتمع برمته!

نحن بحاجة “لفزعة وطن” لتعزيز ثقافة الجانب التقني والمهاري لدى الشباب يشارك بها كل الجهات من حكومة ومنظمات مجتمع مدني ومجتمع محلي وغيره لغايات تنظيم توجهات الشباب لسوق العمل وخصوصاً للقطاعات التي تفتح فرص العمل. 

وعلى الجامعات أيضاً واجب لإعطاء الشق المهاري جل الاهتمام من خلال مواءمة البرامج والخطط الدراسية وآليات التدريس والبيئة التعليمية لهذا الغرض ومراجعتهم الدائمة لها، وبالطبع هنالك جامعات تأخذ بذلك وخريجوها لهم حظوة في سوق العمل أكثر. فكلنا يعلم بأن الهرم التعليمي يجب أن ترتكز قاعدته على التعليم التقني ومن ثم حملة شهادات البكالوريوس فالدراسات العليا، لكنه مقلوب عندنا نتيجة لما أسلفت من ثقافات وممارسات! ولهذا يجب أن يعلم الشباب وأهليهم بضرورة أن تكون أعداد الشباب المنخرطين في التعليم التقني أكثر بكثير من المنخرطين في الأكاديميا والبكالوريوس والشهادات وخصوصا أننا بحاجة لذلك في سوق العمل، كما أن على الحكومة دعم برامج التعليم التقني مالياً وتوفير البيئة المناسبة لذلك. 

عموما الكرة في مرمى الشباب  لتعلم وممارسة المهارات التقنية الحديثة. والمهم أن يعرف الجميع  بأن الألفية الثالثة هي ألفية مهارات لا شهادات فليدرسوا ويعملوا ويخططوا ويشكّلوا رؤيتهم للحياة والمستقبل على هذا الأساس لأن التعليم الأكاديمي دون تقني بات يضع شبابنا في طوابير العاطلين عن العمل مما يؤثر على أمننا المجتمعي ونمو إقتصادنا الوطني ومجتمعنا ومستقبل شبابنا، ونتطلع لقادم الأيام بأمل لتغيير ثقافتنا المجتمعية وبيئتنا التعليمية صوب التعليم المهني والتقني ومهارات لغة العصر المطلوبة لا لشهادات تبقى حبيسة الأدراج أو مُعلّقة على جدران البيوت!   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق