سقط الريال ونادى يا رانيد ..... يا رانيد ..... يا رانيد..... ، سمع رانيد النداء آتاً من الجنوب ؛ فستيقظ وافاق من سباته وهم على نفسه يجر اذياله ويسارع في خطاه الى مصدر ذاك الصوت الآتي من الجنوب ...... وفجأة ومع اقترابه من مصدر مجي الصوت يرى امامه بان الصوت آتاً من مسقط راسه والمدينة التي ولد فيها "مدينه عدن" تفاجأ رانيد بان يأتيه صوتاً من هذه المدينة والمدن التي طرد منها قبل 22عاماً ، تذكر رانيد ماسي الطرد والاخراج التي تعرض لها من موطنه ومسقط راسه وهم في نفسه بان يرجع من حيث اتى بعد تذكره لتلك الماسي والصعاب التي واجهتهُ سابقاً ، لكن انين الصوت وحرقته اشعلت في قلب رانيد ضمير الإنسانية والنخوة العربية الاصيلة ، فهم يبحث اين يختبئ صاحب ذلك الصوت في احشاء مدينته السابقة ؟!! فهم يبحث هنا وهناك حتى ستقر به المطاف الى شارع اروى هناك وجد صاحب الصوت في احد العمائر الكائنة في هذا الحي ، فإذا صاحب الصوت هو صديق قديماً له اسمه ريال قد اعيتهُ وأفقدت بريقه اثار المرض والهزال ، فاستغرب رانيد مما راه من حالة صديقه السيئة ، فقال له : ما بك يا ريال تناديني بهذا الصوت المرتفع وتوقظني من سباتي ونومي ؟! اما يكفيك ما فعلتهُ بي سابقاً من طردي واخراجي من بلدي وموطني ؟! اما تريد ان يصل اليَ أذاك وانا نائم ، اما يكفيك ما قد كان منك؟!!
فقال ريال وهو يبكي ويتجرع مراره الظلم والفساد والمرض : لا يا صديقي فانا لم اخْنُك او ظلمك او اعتدي على حقك ، فإنَّ كلما جراء لك كان ذلك بسبب خبث اصحابي و سذاجة اصحابك ، فأصحابي فيهم الخبث المكر والخداع استطاعوا ان يقنعوا اصحابك ذوي الفطرة السليمة والطيبة التي لا تنظر الى الواقع بعين تأملية ومستقبلية ، فاقنعوهم بانك لا تصلح لكي تكون قائد لهم في امور مصالحهم ومنافعهم فاختاروني انا واقنعوا اصحابك بذلك.
ثم قال ريال : وهو يبكي يا صديقي لقد ذقت المر والعجز من بعدك مراراً وتكراراً ، فانك تذكر اليوم الذي طردت فيه من ارضك وبقيتني وحيداً فيه ، ففي نفس اليوم تعرضت لوعكه صحيه ارتفعت فيها حرارتي من12 درجه الى 140درجه ومع هذا المرض وارتفاع الحرارة طلبوا مني ان اقوم بدوري ودورك معا فقلت لهم لا استطيع فانا لا املك قوه رانيد فهو يملك قوه تضاهي قوتي 26 مره وحرارته منخفضه جدا تساوي 15درجه تحت الصفر ، لكنهم اجبروني على ان اقوم بدوري ودورك معا وانا مريض وكانت حالتي تزداد سوءً وسوءً يوماً بعد يوم فوصلت حرارتي الى 180درجة ثم تجاوزت 200 درجة وهم ينظرون فقط لا يفعلون شيئاً ؟!!!! ثم واصلت حرارتي في الانهيار بسبب عدم الاهتمام والعناية بي فتجاوزت 215درجة ، ثم قفزت في يوم واحد الى 400درجة وهم يضحكون ويفرحون ؟!!! و اليوم وبعد هذه المعاناة الطويلة مع المرض تجاوزت حرارتي 560درجه لذلك احببت ان اجلس معك قبل ان افارق الحياه بعد هذه الحرارة المرتفعة ؟؟؟!!
ثم قال رانيد : وما الذي اتى بك يا ريال الى عدن الم تستقر في بيتاً جميل في صنعا على ما اذكر ؟؟!!
فقال ريال : يا صديقي انت لا تعلم ما حل بموطني وموطنك اليوم لا استطيع ان اشرح لك كل ذلك الان ؟ فالمقام يحتاج الى ليالي طوال وايامٍ كثر للحديث عن حالة البلاد ، وحالتي لا تسمح لي بذلك.
فقال ريال : يا صديقي رانيد اني اشعر بقرب رحيلي واحببت قبل رحيلي ان انصحك ان ترجع وتعود الى اصحابك وتعيدون المجد الغائب عنكم ، اما اصحابي فلا عهد له ولا ذمه فانهم قد عاثوا في الارض فساد وظلما وطغياناً ، وآن لهم ان يجنوا مصير طغيانهم وظلمهم ويذهبوا الى نهايتهم السيئة بأيديهم ؟!! .
لكن اصحابك كانوا ذوي نوايا سليمه وصادقه مع اصحابي الذين غدروا بهمِ ، اني ادعوك يا رانيد ان تعود الى ارضك وتجمع اصحابك وتبنوا مجدكم الغائب عنكم...
فقال رانيد وهو يمتلئ غيظاً : وما الفائدة ان اعود الى أُناس لا يجيدون فن التعامل مع الاخرين ؟؟!! ولا يفقهون في السياسة بابٍ؟؟!! و على ما اخبرتني يا صديقي فاني ارى في اصحابي نوايا سليمة و صادقة زائدة عن الحد المطلوب الذي يجب توفره في الاشخاص ؟؟!!
قال ريال : نعم يا صديقي لقد صدقت فلقد كانت النوايا السليمة والصادقة لأصحابك مع اصحابي سبب فيما وصلت اليه انا اليوم ؟!!
لكن لا عليك في ذلك ، فأصحابك قد شاهدوا و رأوا بأعينهم حالي التي وصلت اليها وعجزي ان توفير ادنى متطلبات الحياه الكريمة التي يسعون للحصول عليها ، سيفرحون بعودتك وسيقفون معك سيؤيدونك فيما تقول لا عليك سوى ان تظهر لهم وتقول لهم انا هنا اليوم ؟!!! وسترى منهم الالتفاف واللحمة حولك فلقد لمستُ الكثير منهم يحن شوقاً الى عودتك ؟ فهل ستعود يا رانيد ؟؟!!
قال رانيد : لن اعود الا متى ما رأيت من اصحابي نية صادقةً لعودتي ، والا فلا ضير في العودة الى الفشل مرة اخرى ؟!!!
فهل ادركتم الان من هو رانيد ؟ أعكسوا كلمة رانيد وستعرفون من هو رانيد ؟!!!
فهل سيعود رانيد ، عفواً وعذراً وانما اقصد الدينار " دينار الجنوب " ؟؟!!
هل سيعود الدينار وما يترتب على ذلك من اعادت اخرى.... وطن ..... هوية ..... عاصمة .... جنوب ..... وغيرها من الاعادات الاخرى ؟!!!
ام سيموت غداً الريال وسيموت معه الدينار ايضاً ؟!!!
كل هذه الاستفهامات والتعجبات تدعونا وتسألنا الى هل سنعود الى رشدنا نحن معشر اصحاب رانيد " دينار" ؟!!! والرشد اوسع في معانيها يشمل شمول الخيّراتُ له فهو يمثل حب الوطن ، ترك الفساد ، رفع الظلم ، بقاء النقاء ، سد الفخاخ ، حزم الامور ، رسم العدالة ، ورص الصفوف ، واعلانها لأجل الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق