أعجب بعمله المهندس الإيطالي ، وأراد أخذه معه في عملهم - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الثلاثاء، 19 يناير 2021

أعجب بعمله المهندس الإيطالي ، وأراد أخذه معه في عملهم

تقرير / #ناصر_بامندود 

بقلبًا مؤمن ، وبحالًا راضٍ، وبعقلًا متؤكل ..
العم " صلاح بن شامخ " رجلاً من مدينتنا من الأشخاص ذو قامة الطول " القصيرة "، لكنه رجلاً ذا همة و عزيمة كبيرة فهو أب يعول أسرته، و فني في محطة توليد الكهرباء، وشخصيةً إجتماعية في منطقته .

تعب كثيرًا في صغره، وشق طريق نجاحه من رحم معانته وهو في بداية شبابه ، والآن هو رب أسرة يعلم أبنائه ويصنع مستقبلهم ، فما هي حكايته؟ وكيف صبر؟ وصمد فحقق كل ما يسعى لتحقيقه أي شخص طموح ، وكيف نجح في هذا الإمتحان الإلهي الصعب إليكم القصة :

العم " صلاح بن شامخ " من مواليد مدينة المكلا " حي السلام " ولد في العام ١٩٧١م ، ولد وهو يعاني من مرض نقص النمو  " قصر القامة " ، عانى وكافح كثيرا في بداية حياته حتى أنه يقول : " كنت لا أستطيع الخروج من حارتي خشية تعرضي للسخرية ، فكنت أحصر نفسي في نطاق حارتي ، وماكنت أستغربه ، وماكان يؤلمني أن من كانوا يسخرون مني في الحارات الأخرى هم أشخاص كبار في السن ! " 
" لكن مع الأيام بسند، وتشجيع من أصدقائي انخرطت في الحياة الإجتماعية فأصدقائي لهم الفضل في تجاوزي الصعوبات في بداية شبابي و هم : عادل باجري، محمد مطران ، فؤاد الأرضي ، وعبدالرحمن المقدي رحمه الله " .

عمل في بداية شبابه مع عمال البناء ، فتحمل عناء الشغل العضلي الشاق ، في سبيل كسب لقمة العيش الحلال ، و كان لديه طموح الحصول على وظيفة حكومية فكان يعمل في البناء،  ويقول في نفسه لن أبقى هنا طويلاً ، سأصبح عمّا قريب موظفًا في الدولة!

وسبحان الله، إن الله لا يضيع أمل من أحسن الظن به، ومن طمح ، وسعى ، و أجتهد، ففي نهاية العام " ١٩٩٥ " م أتت فرصة العم صلاح ليكون عملاً فنيًا في محطة توليد الكهرباء " المنورة " فغمرته الفرحة بها كثيراً حتى أنه لايزال يتذكر تاريخ أول يوم دوام له في وظيفته الحكومية وهو تاريخ ١٩٩٥/١٢/٢، و عمل بإخلاص،  وإتقان ، و جد و تفانى في وظيفته، لدرجة انه في إحدى المرات عندما أتى خبير إيطالي عام ١٩٩٨ م، لتجريب مكائن الشركة الإيطالية أعجب بعمله ، وطريقة دخوله بين المكائن فأراد أخذه معه للعمل لديهم، لكن العم صلاح رفض ذلك الأمر ، و فضل البقاء في محطة التوليد وسط عائلته ، وأصدقائه ، و في مدينته الحبيبة .

ثم سعى بطلنا ليحقق كل ما يحلم به ويسعى له الآخرون، شيئًا فشيئًا، وأتت مرحلة " تكوين أسرة " ، فحقق حلم الزواج ، و أكمل نصف دينه في العام ٢٠٠٠، و تزوج من إمرأه بقامة طول طبيعية " عادية " ، ليكون أسرةً من ثلاثة أبناء : وأعمارهم الآن البنت أكبرهم ١٨ عامًا، و ولدان يحيى ١٦ عامًا ، ومحمد ١١ عامًا.

ومحمد الصغير فيهم هذا هو الابن الذي حمل جينات أبيه، فجاء مثله في قامة الطول ، لكن الولد تفوق على والده عندما كان الأب في نفس عمر الولد ، فمحمد إجتماعي جداً ، وأحب الناس فأحبوه بشدة ، وله أصدقاء حتى حينما يمرض مثلاً ، تجدهم يأتون لزيارته، ويمضون أوقاتهم برفقته ، ويمارس محمد حياته بشكلٍ طبيعي ، وبروح مقبلة على الحياة بكل تفاؤل .

والغريب والعجيب، إن ماحققه العم صلاح أتى بدون أن يتلقى أي دعم أو رعاية من أي جهة حكومية ، أو منظمة، أو جمعية، أو مسوؤل أو رجل إحسان في المكلا! 

فمن لهؤلاء غير الله يعينهم، وينصرهم ، ويرزقهم ، وحده الله من قدم الدعم والرعاية للعم صلاح ، و وحده سبحانه من حقق للعم صلاح ماسعى له ، وتمناه في قلبه .

فلله درك ياعم صلاح، ما أكبر عزيمتك، وما أجمل تصميمك ، وما أقوى إيمانك ، وما أقزمنا أمامك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق