بقلم / ناصر التميمي .. الإنتقالي يد على الزناد ويد ممدودة للسلام ! - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأحد، 9 أكتوبر 2022

بقلم / ناصر التميمي .. الإنتقالي يد على الزناد ويد ممدودة للسلام !

في كل زمان ومكان عندما تتعرض الشعوب لأي إعتداء أو احتلال من اي دولة أخرى ،فإن هذا الشعب الذي وقع تحت الإحتلال سيدافع عن أرضه وحريته وكرامته بكل الوسائل المتاحةحتى يستعيد أرضه ويبسط سيطرته على كامل ترابه ،ونحن في الجنوب لدينا تجارب كثيرة في هذا المضمار على مدى القرون الماضية التي تعرض فيها الجنوب العربي لأكثر من غزو وإحتلال أجنبي ،ولعل آخرها الإحتلال البريطاني الذي جثم على أرض الجنوب حوالي ١٢٩عاماً ،طبعاً كانت مريرة على الشعب وعلى مدى هذه السنين لم يخضع الشعب ،قاوم الإستعمار البريطاني منذ أول يوم من خلال الإنتفاضات القبلية والفلاحية والشعبية التي واجهها المستعمر بمختلف أنواع الأسلحة ،واستمر شعبنا في مقاومته الباسلة حتى قيام ثورة ١٤أكتوبر المجيدة في عام١٩٦٣م والتي استمرت حتى ٣٠نوفمبر ١٩٦٧م يوم الإستقلال المجيد.


لقد تعرض الشعب في الجنوب لإنتكاسة كبيرة بعد دخولة في الوحدة المشؤومة ،وهي أكبر غلطة في تاريخنا المعاصر ،تمثل ذلك في تسليم دولتنا الجنوبية  كاملة لأكبر عدو للجنوب وهي الجمهورية العربية اليمنية التي كانت تخطط للإنقضاض على الجنوب منذ أيام حكم المملكة المتوكلية وفشلوا حتى جاءتهم الفرصة التي كانوا يتنظرونها على أحر من النار على طبق من ذهب ،في ٢٢مايو١٩٩٠م الذي أسموه حدث تاريخي مهم ،وهو في الأصل يوم مشؤؤم بالنسبة لنا كجنوبيين لاننا أحسسنا باننا قد وقعنا حقيقة بين فكي ومخالب العربية اليمنية التي هي على عداء تاريخي مع الجنوب ،وشرع أبناءها في تنفيذ مخططاتهم الخبيثة بإستهداف الكوادر الجنوبية كأول خطوة لفكفكت الدولة وقضم مؤسساتها ومحوها نهائياً من على خارطة العالم ،وهذا ما تحقق لهم بالفعل وتمكنوا من فرض مشروعهم الخبيث بإستخدام القوة بعد إعلان الحرب في ١٩٩٤/٤/٢٧م والتي انتهت بالسيطرة الكاملة على أرض الجنوب .


وبما أننا شعب لايرضى بالذل والظلم ،فقد واجه شعبنا في الجنوب هذا الإحتلال الهمجي المتغطرس بغطاء الرحمة ووشاح اليمننة المهترئ منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن احتلالهم لدولة الجنوب ورفع الجنوبيون رأية المواجهة في وجه أتباع العربية اليمنية المتوحشين الذين تمتلئ قلوبهم السوداء بالحقد الدفين على كل شي في أرض الجنوب البشر والحجر والشجر والحيوان ،وكانوا يريدون شفط الهواء من أرض الجنوب لو كان بيدهم فعل ذلك ،ووصل بهم الغرور والكبرياء الى أن اعتبروا سكان الجنوب هم لفيف من الهنود والصومال حد وصف مسؤولي ومثقفي  الشمال ،وأن الجنوب هو ملك من املاك أجدادهم ولايحق لأي كان العيش أو التملك فيه قط .


وبعد أن أمعن نظام الاحتلال في فرض جبروته على رقاب الشعب ،وازدادت أحوال الناس سوءاً جراء سياسة التجويع والإذلال التي فرضها أتباع العربية اليمنية على أبناء الجنوب الذين أقصوا من وظائفهم وأعمالهم وقطعت رواتبهم ،بدأت بوادر التوجس والرفض الشعبي وعدم القبول بما يمارس ضدهم من تنكيل وتجريف لهويتهم الجنوبية وإحلال محلها هوية العربية اليمنية بدأ أبناء الجنوب يخططون في كيفية الخلاص من هذه الآفة التي انتشرت في أرضهم كالنار في الهشيم،وتوافق الجميع على مواجهة هذا الصلف الشمالي المتغرس ولابد من المواجهة معه ،وفعلاً كانت البداية لأول عمل ثوري سلمي في مدينة المكلا الباسلة بخروج أول مظاهرة شعبية ضد سياسة الاحتلال اليمني في عام ١٩٩٨م ،والتي قوبلت باستخدام مختلف انواع الأسلحة لقمع هذا المظاهرة وسقط فيها الشهيدين بارجاش وبن همام وعشرات الجرحى ومئآت المعتقلين ،لقد كانت جرس انذار أولي للمحتلين ونقطة تحول في تاريخ الجنوب المعاصر ودرس قوي إستفاد منه الشعب الجنوبي لترتيب الصفوف والعودة مرة أخرى بعمل ثوري آخر يكون أكثر تنظيماً  لمواجهة هذا الإحتلال الذي لايعرف ألا لغة القوة ،وفعلاً بدأت شرارة الثورة الجنوبية السلمية في ٢٠٠٧/٧/٧م التي عمت  جميع محافظات الجنوب التي تئن من جبروت المنتصرين في الحرب وأعمالهم الوحشية التي دمرت مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمدنية ،وأعادونا الى عصور ماقبل التاريخ .


سنوات من النضال السلمي الحضاري خاضها شعبنا الأبي ضد نظام الإحتلال قدم فيها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل تحرير الوطن من براثن الاحتلال الذي واجه ثورتنا التي عرفت بالحراك الجنوبي حينها بكثير من المطبات والحفر التي كان يضعها نظام صنعاء في طريق ثورتنا المجيدة ،سواء من خلال تفريخ المكونات الحراكية أو الإغراءات والعطايا التي كانت تمنح لضعفاء النفوس الذين أستخدموا كأدوات لضرب الثورة ،لكن فشلوا أمام صمود الشعب الأسطوري الذي أبداه أمام تعنت نظام صنعاء وفشل كل المحاولات التي حاولوا من خلالها جرنا الى التناحر بيننا كجنوبيين ،ونتيجة لإستمرار المظاهرات والإحتجاجات الرافضة للإحتلال فقد كان الشارع مهيأ لتحويل الثورة من السلمية الى الكفاح المسلح ،وهذا ماحصل عندما حاولت المتمردين الحوثيين غزو الجنوب واحتلاله مرة ثانية فقد واجههم شعب الشعب بكل الوسائل المشروعة ،وتممن من تحرير أغلب أراضية في أسابيع مدودة بمساعدة الأشقاء في دول التحالف العربي وعجز دعاة قادمون ياصنعاء عن تحرير مديرية واحدة في العربية اليمنية .


وبما اننا في الجنوب كنا بحاجة ماسة لوجود كيان جنوبي واحد يمثل قضية الشعب في المحافل الدولية ولمواجهة قوى الشر اليمنية التي تتربص بالجنوب من كل النواحي ولاتريد للجنوب اي وجود سياسي يمثل الشعب ،فقد كانت الفرصة متاحة لنا كجنوبيين بعد عاصفة الحزم وتحرير اغلب المحافظات الجنوبية من قبل القوات المسلحة الجنوبية للملمة الشتات في اطار مكون جنوبي يكون الحامل الرئيس لقضية الشعب ،وفعلاً أعلن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي عن تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي عام ٢٠١٧م الذي ضمن أغلب المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والإستقلال والأكثر حضوراً على الساحة الجنوبية ،وبذلك قطع الطريق أمام كل القوى اليمنية التي تعمل على تزوير إرادة الشعب ،وكانت ذلك اليوم الذي اعلن فيه عن هذا المولود الجنوبي يوماً تاريخياً فاصل في تاريخ الجنوب ،وطويت صفحة سوداء كانت مليئة بالصراعات والإختلاف في الرؤى بين الفرقاء ،فمنذ ذلك اليوم استطاعت قيادتنا في المجلس الإنتقالي الصمود في وجه كل العواصف والأعاصير التي واجهتهم مابعد تشكيله ،ونجحت قيادتنا السياسية في تجاوز كل هذه العراقيل ومن خلفها شعب الجنوب الثائر ،وتحققت كثير من المكاسب السياسية والعسكرية خلال فترة وجيزة من عمر المجلس الذي قالوا عنه انه ولد ميت ،ونحن نقول لهؤلاء القوم انه ولد حياً ومازال صامداً أمام كل التحديات التي قد تعترضه لانه الممثل الوحيد لقضية الشعب في االجنوب .


لقد خاض مجلسنا الإنتقالي مرحلة صعبة مع هذه القوى المتغطرسة برداء الشرعية المزيف ،وانتزع كثير من المكاسب العسكرية ولعل أمهمها تحرير العاصمة عدن من قوى التخلف وبناء جيش وطني قوي لفرض ارادة الشعب وحماية مكاسبه التي تحققت ،كما خاضت قيادتنا السياسية بقيادة الرئيس  عيدروس الزبيدي ماراثون الحوار مع ماكان يعرف بالشرعية في الرياض ،وتم التوقيع على اتفاق الرياض الذي يعد أحد أهم المكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي ،وكان بمثابة الطريق الذي من خلاله استطاع المجلس فتح كل الأبواب التي كانت مؤصدة في وجه الجنوبيين ،وكما هو معروض للجميع بأن المجلس الإنتقالي منذ اول يوم تأسس فيه ويده ممدودة للسلام ،وخير دليل على ذلك اتفاق الرياض الذي جاء بعد الاحداث التي شهدتها عدن في عام ٢٠١٩م وآخرها مشاورات الرياض التي كان من نتائجها تشكيل المجلس الرئاسي حيث قدم الانتقالي تنازلات كبيرة من أجل تحقيق السلام ،وتوحيد الجهود في مواجهة المليشيات الحوثية.


يعمل الإنتقالي على كل الإتجاهات ففي المجال العسكري قواتنا المسلحة تستميت في حربها ضد القوى المعادية في كل الجبهات والمواقع المشتعلة ،وفي الرياض الرئيس عيدروس الزبيدي يلتقي بسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس والأمن والبعثات الدبلماسية الإقليمية والدولية من أجل احلال السلام في المنطقة ،وحشد الدعم الخارجي لتخفيف الأعباء على الشعب في الداخل الذي يعاني الأمرين بسبب انهيار العملة المحلية والتدهور الإقتصادي في البلد ،فمجلسنا لن يتنازل حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وإستعادة دولته على حدود ١٩٩٠م أبداً مهما كانت التحديات أمامه فأنه سيتصدى لها ،فالإنتقالي مازال واضع يد على الزناد ويد ممدودة للسلام إن أرادوا الأخوة في الشمال السلام ،وإن رفضوا فاليد مازالت على الزناد ،ولن تتردد في الدفاع عن الجنوب ومواجهة كل المخاطر والتحديات التي قد تواجه قضية الشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق