بقلم / ناصر التميمي .. المجلس الرئاسي ونومة الدهر - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأحد، 30 أكتوبر 2022

بقلم / ناصر التميمي .. المجلس الرئاسي ونومة الدهر


انطوت صفحة هادي بكل مآسيها التي أثقلت كاهل الشعب في اليمن وفي الجنوب ،وبدأت مرحلة جديدة لاسيما بعد مشاورات الرياض التي كان أحد ثمارها هو تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والمكون من ثمانية أعضاء بين الجنوب والشمال ،الكل تفاءل بالخير بعد تسلم مجلس القيادة مهامه رسمياً وعودته الى العاصمة الحبية عدن على امل ان يقوم بحلحلة كل الملفات الشائكة التي عجز هادي عن حلها على مدى السنوات الماضية ،ومن أهم هذه الملفات  الملف الإقتصادي والعسكري وملف الخدمات والرواتب وتنفيذ الشق العسكري من إتفاق الرياض ،الا أن مجلس القيادة الرئاسي منذ عودته الى عدن مازال حبيس جدران قصر المعاشيق بينما المواطن الغلبان يتجرع كؤوس الحرمان والمعاناة وشبح الفقر الذي انتشر كالنار في الهشيم ،وبات الناس على حافة الهاوية من شبح المجاعة الذي بات يهدد حياة الملايين من الشعب في الجنوب واليمن .


أكثر من سته أشهر مرت منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والوضع المعيشي للمواطن يسير من السي الى الأسوأ دون ان نرى اي معالجات ملموسة على أرض الواقع على الأقل انها تخفف من حجم المعاناة الكبيرة التي اثقلت كاهل الغلابى الذين لاحول لهم ولاقوة الذين كانوا يتعشمون في الرئاسي الخير ،لكن للأسف الشديد خابت الآمال التي كانت معقودة على هذا المجلس الذي ولد مشلولاً بثمانية رؤوس وكل واحد له اهداف تختلف عن الآخر البعض منهم لايريد قتال المتمردين الحوثيين وهذا واضح للجميع حتى وان حاولوا التخفي بلباس الخديعة فأن حقيقتهم باتت معروفة ولاداعي لاستغفال البشر ،وفيه من هو على عداء تاريخي مع الجنوب ولايريد الخير لأهله ،فلهذا هم دائماً يضعون العراقيل أمام اي تحرك لانتشال الوضع الاقتصادي في المحافظات الجنوبية ،بينما هم يغضون الطرف على كل الجرائم التي ترتكبها مليشياتهم في وادي حضرموت والمهرة ،ويزيد نباحهم عند اي انتصار ساسي أو عسكري جنوبي فإنهم يصابون بالجنون والهستيريا خوفاً من ان الجنوب سيذهب الى الانفصال حسب مايدعون، وحقدهم هذا جعلهم يوقفون معاركهم مع المليشيات الأنقابية في الشمال وأدارو ظهرهم الى الخلف لمواجهة الجنوب المحرر ،وتركوا من يستبيح الدماء وينتهك الأرض في الشمال يسوي مايريد اي غباء هذا وأي حماقة معشعشة في قلوبهم ،حتى وان حاولتوا وضع العراقيل أمام شعب الجنوب سوف تخسرون لأن شعبنا قد أعد العدة وحدد هدفه الوحيد المتمثل في استعادة الدولة مهما كلفه ذلك من ثمن ،اما انتم امامك خياران اما سحب قواتكم من المهرة والوادي والذهاب لتحرير أرضكم والجنوب سيقف الى جانبكم وسيساعدكم حتى تتمكنوا من القضاء على أتباع ايران ،أو فالصميل  الجنوبي الغليظ جاهز لكم وسيتم ترحيلكم وانتم عليكم ان تختاروا لكم واحد منهم .


نحن نعلم أن مجلس القيادة جاء في مرحلة حرجة وحساسة ،وهنا اطرح سؤالي هذا هل كانت المرحلة مهيأة لإعلان هذا المجلس ؟انا من رأيي الشخصي اعتقد ان هذا المجلس جاء في وقته المناسب بس للأسف انه ولد مفخخا. ببعض الأعضاء الذين هم على عداء تاريخي مع الجنوب ولهذا هم سيقفون حجر عثرة أمام تحقيق اي نجاح سياسي او اقتصادي أو عسكري سيتحقق على أرض الواقع ،والدليل انه لا شي تتحقق لاوفي الجانب السياسي ولا العسكري ولا الإقتصادي ،والشي الذي نجح فيه هي توقيع الهدن مع جماعة الحوثي المتمردة التي استفادت منها كثيرا رغم الخروقات المتكررة التي يقوم بها ومجلس القيادة غاض الطرف على جرائمهم ولاندي أيش حكاية هذا الصمت الغير مبرر !! او ان هناك ضغوطات دولية تمارس عليهم والله ماعاد عرفنا الى وين رايحين ،وهل المجلس الرئاسي لديه الرغبة في مواصلة الحرب ضد الحوثيين أم ان وراء الأكمة ماوراءها كل شي سيتضح خلال الفترة القادمة ،بلاش استعجال !!.



مازالت حقيقة مجلس القيادة الرئاسي ضبابية بالنسبة لمواجهة المليشيات الحوثية والمشهد يسوده الغموض الكلي في اروقته لاسيما منذ مابعد أحداث أبين وشبوة الأخيرة ونجاح المجلس الإنتقالي في تطهيرهم من حزب الإصلاح الذي كان يسيطر عليهم بالحديد والنار ،فبدأ الطرف التابع للشمال بعرقلة عمل المجلس بحجج واهية ،نحن في الجنوب لايهمنا بكاؤهم ،بقدر مايهمنا تحرير أرضنا من تحت قبضة الهيمنة المفروضة علينا من عام١٩٩٤م ،ولهذا أصابهم الهوس بعد ان تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من تطهيرأبين وشبوة ،وهنا نقولها بالفم المليان لن تتحرر صنعاء مادام المنطقة العسكرية الأولى جاثمة على أرض حضرموت أبداً ،الا في حالة واحدة ،اذا تم تنفيذ الشق العسكري من أتفاق الرياض ،وتم اخراج هذه القوات الى مكانها الحقيقي على خطوط التماس مع الحوثيين وتوفرت المصداقية الكاملة وتم هيكلة القوات المكدسة في مأرب وتعزواليمنيتين وسلمت قيادتها لقيادات وطنية شريفة وليست حزبية ،عندها ممكن نقول صنعاء ستتحرر ،لكن دون ذلك سيتظل الأمور على حالها وربما سوف تزداد سوءاً .


الكثير يتساءل هل مجلس القيادة الرئاسي لايرغب في اصدار قرار يقضي بنقل قوات المنطقة الأولى من وادي حضرموت واذا صدقت هذه الأخبار فما داعي لوجود هذا المجلس الذي لازال عاجز عن اخراج هذه القوات ،لذلك على المجلس الانتقالي الجنوبي المفوضةمن الشعب ان يعجل في تطهير وادي حضرموت والمهرة من هذه القوى النافذة والشعب من خلفه الناس هناك على احر من النار في انتظار ساعة الصفر لتحرير أرضهم قبل أن يقع الفاس في الرأس ،ونحن على ثقة كبيرة في قيادتنا السياسية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بأنهم سيكون موجودين في اللحظة المناسبة لانقاذ الشعب من بطش المنطقة الأولى التي ترفض الخروج لقتال المليشيات الحوثية .


ياترى الى متى سيظل مجلس القيادة عاجز عن وضع المعالجات الحقيقية لوقف معاناة الناس وينتشل الوضع الإقتصادي من الحالة السيئة التي وصل اليها ،ياترى هل بات قادر على وضع الحلول ؟أم انه عاجز عن ذلك ؟فإن لم يستطع تغيير هذا الوضع القائم فأنا شخصياً أعتقد أن بقاؤه  دون أن ينقذ الناس من المعاناة التي وصلوا اليها هو مضيعة للوقت واطالة أمد المعاناة مالم يصحو من نومة الدهر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق