بقلم / ناصر بامندود .. الإعلام والفن وجهان لعملةٍ واحدة ! - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

بقلم / ناصر بامندود .. الإعلام والفن وجهان لعملةٍ واحدة !

حين تتدبر قليلًا في مجالي الإعلام والفن- ولا أعني المجالين المحدودين محليًا إنما بشكلٍ عام- ستجد بأن بينهما قواسم مشتركة كثيرة، وأنهما متشابهان إلى حدٍ كبير فمثلًا الإعلام المفترض عليه هو القيام برسالةٍ هادفةٍ لمجتمعه الأمر نفسه ينطبق على الغاية من الفن، كما أن للإعلام قوة تأثير كبيرة في إطاره الجغرافي وكذلك يفعل الفن فهما المجالان اللذان يدخلان إلى كلّ بيتٍ تقريبًا، الأمر الذي يجرنا إلى العامل الثلاث المشترك بينهما وهو " الشهرة " 
الشهرة التي تفرضها عليك هذه المهنتين أحيانًا، والتي يبحث عنها البعض الآخر وتستهويه وتغويه لشق طريقه في أحدهما، وبالمناسبة أخبرني بعض زملاء المهنة وطلاب الإعلام أن سبب الأول لدخولهم مجال الإعلام هو (الشهرة) التي يصنعها لك هذا المجال ويجعلك معروفًا عند شريحة عريضة من الناس! لذا ستجد من مشى مسلك الإعلام والفن من تعرف حبه للشهرة، وحسب الدراسات العلمية البعض يفتن بحب الظهور والشهرة، ويبحث عن ما يوصله إليها مهما كان المحتوى أو بالأدق كما قال الشاعر الحطيئة " خالف تذكر " وهذا القول في زمنٍ الحطيئة الذي عاش في الجاهلية وأسلم في زمن أبو بكر الصديق- رضي اللّه عنه- فما ظنكم بزمننا هذا الذي قيل فيه عن حب الشهرة أنه مرض العصر! 

وأيضًا مصطلح " الشللية " أجده عاملًا آخر مشتركًا ما بين المهنتين فكثيرًا ما سمعت الممثلين العرب يتحدثون عن الشللية في الوسط الفني، وأنه المهنة تظلم الكثير من المواهب على حسب هذا المعيار، وحتى في محليًا في فننا الحضرمي" المحدود " أكثر من شخصٍ يهوى التمثيل كلمني عن هذا المعيار، أما عن الشللية في الإعلام- محليًا- فحدث ولا حرج! 

وثمّة عاملًا آخر هو مخجلًا بشدة ولكن لا يمكن إخفاءه أو نكرانه إلا وهو " التنازلات " ولكي يكون وشهد شاهدٌ من أهلها ذات ليلة سمعت الفنان المصري الطريف أحمد صيام عضو نقابة الفنانين المصريين يتحدث عن تنازلات كبيرة يقدمه من لا يمتلكون موهبةً عالية حتى يصلوا إلى الشهرة والمال والأعمال الفنية، وفي الإعلام رأيت وعرفت الكثير من الأشخاص الذينَ قدموا تنازلات كبيرة يندى لها الجبين حتى يصلوا إلى ما وصلوا عليه! 

وأيضًا هناك عاملًا آخر عامل " الأعمال الجريئة على المجتمع" ، والذي دائمًا ما يتربط بمهنتين الفن والإعلام، وبعض الأعمال الجرئية تكون لتصحيح المفاهيم الخاطئة وملامسة الجرح حتى يكشف عن مسببات الألم وهي نافعة وإن كانت صادمة ، أما بعضها الآخر فهي هادمة لقيم المجتمع النبيلة، وتكسب من أعمالٍ مخلة لمراضاة جهات خارجية، ونشر للأفكار المنحرفة على حسابٍ ثوابت دينية وأخلاقية! 

ولا يمكن أن أذكر أوجه الشبه ما بين الإعلام والفن دونما أن أتتطرق إلى محاولة استمالة السلطة لهما واستخدامها لهما، والتهميد لسياسيتها التي تنوي تنفيذها عبرهما، كما أن بإمكان الإعلاميين والفنانين أن يكونوا أكثر من يعري السلطة، ويبرز معاناة المواطنين وقضاياهم، وأن يكونوا أقوى خصوم السلطة شراسةً عبر قوتهما الناعمة. 


ناصر بامندود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق