بقلم / ناصر التميمي .. صرخة استغاثة لمحافظ حضرموت ..؟ - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الاثنين، 5 ديسمبر 2022

بقلم / ناصر التميمي .. صرخة استغاثة لمحافظ حضرموت ..؟

من الأمراض التي جلبها لنا المحتل الشمالي بعد احتلاله للجنوب ،هو آفة الفساد والرشوة التي لم تكن موجودة في جنوبنا الغالي ،الا ان نظام ٧يوليو عمل على نشرها و تغذيتها ودعمها من خلال تعيين محافظين ومدراء عموم فاسدين على رأس هرم السلطة والدوائر والمؤسسات الحكومية،واعطاهم صكوك الغفران في اختيار المتقدمين للوظائف الذين كان يتم اختيارهم ،حسب الوساطة والمحسوبية والرشوة ،دون مراعاة الطلب في سوق العمل ولم يتم اختيارهم هم الأفضلية والمستحقين عبر الخدمة المدنية ،رموا بذلك خلف الظهر وبدلوها بقوانين جديدة، مما ادى الى حرمان الآلاف من شباب حضرموت الخريجين من التوظيف في الدوائر الحكومية  التي اصبحت حكراً على أسر معينة من أبناء المسؤولين والمقربين لهم ،بينما أبناء البسطاء الذين لاحول لهم ولاقوة ،يتم اقصائهم من كشوفات الإستحقاق الوظيفي عن عمد ،وهذا العمل الخبيث الذي لم يكن موجود في الجنوب قبل عام ١٩٩٠م، فكان من الكوارث التي حلت علينا بعد عام١٩٩٤م.

ونتيجة للتهميش والإقصاء الذي طال الآلاف من شباب حضرموت النفطية من قبل من تولوا زمام السلطلة ،فقد اضطر الكثير من الشباب الى الالتحاق بالعمل في النظافة من اجل اعالة أسرهم التي تعاني من شبح الفقر المدقع وعاصفة المجاعة التي اصابتهم بعد مجئ الغرباء وطواهيش الشمال الى بلد النعمة والخيرات ، واستحوذوا عليها بالحديد والنار ،وأغلقوا كل الأبواب التي كانت مصدر رزق للآلاف من الأسر المتمثلة في المصانع والمؤسسات الإنتاجية والتعاونيات وغيرها وتم خصخصتها وبيع أصولها لصالح المتنفذين القادمين من ادغال الشمال وعملائهم من أبناء جلدتنا الذين تحولوا الى ملياديرات بعد كارثة الوحدة المشؤومة .

مادفعني لكتابة هذا المقال المتواضع هو لقائي مع أحد عمال النظافة ودار بيني وبينه حديث طويل حول الوضع العام للبلاد ووضعهم في العمل وسرد لي المعاناة التي يعاني منها عمال النظافة في حضرموت ومنها الرواتب الفتات التي يتقاضونها شهرياً والتي لاتساوي شي أمام الأرتفاع الجنوني في الأسعار والغلاء الفاحش ،وارتفاع ايجارات المساكن وهلمجرا من المعاناة التي يتجرعها العمال لاسيما ان يعمل البعض منهم على الخطوط العامة التي قد تعرض حياتهم احياناً للخطر ،وقد يصابون بأمراض خطيرة ومستداهمة نتيجة انشتغالهم في هذا العمل ،وطلب مني ان انقل معاناتهم الى الجهات المعنية طبعاً لست من أصحاب القرار في السلطة المحلية في المحافظة فانا مجرد كاتب صحفي لا املك الا القلم الذي كتبت به هذه الكلمات لعلها تصل الى من يهمه الامر ،ويستمع لأنين هؤلاء الشباب الحضارم الذي شاءت الأقدار ان يعملون بهذه المهنة نتيجة ما أصاب بلادنا جراء الفساد المستشري فيها والمحسوبية العمياء التي أصابت مسؤولينا بالعمى المزمن ولن يلتفتوا لهم.

المعاناة كبيرة جداً التي يعاني منها هذه الفئة التي سخرت نفسها في العمل في هذه المهنة ،وانا من خلال مقالي هذا انقل صرخة هذا المواطن الى الجهات المعنية في المحافظة ممثلة بالأستاذ المحافظ مبخوت بن ماضي الرجل في حضرموت والذي له مواقف مشرفة ،بأن ينظر لهذه الفئة التي تعاني الكثير ،وأن يخصص لهم زيارة خاصة ويلتقي بأبنائنا الحضارم الذين يعملون في صندوق النظافة وهم بالمئات ،وان يستمع لأصواتهم ،سيادة المحافظ هم بحاجة للفتة كريمة من سيادتكم ،ربما انت لاتعلمون بحجم المعاناة التي وصلوا لها ،لقاءكم مهم ستعرفون حجم وحقيقة المعاناة هذا فيض من غيظ ،وماخفي كان أعظم !!
هؤلاء يعملون بإخلاص يقومون بتنظيف المدينة ويعملون لكل الناس الا يستحق هؤلاء التكريم !وتلمس همومهم للتخفيف من اوجاعهم  ،وهذه الصرخة لعلها تصل لمحافظنا مبخوت !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق