والله حكاية السلام الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة عبر مبعوثها هانس غروندبرغ ،عبارة وهم وذر الرماد في العيون لا جديد فيه بالمطلق ،سوى هانس وصل عدن وصل صنعاء،وصل الرياض، وصل مسقط ،وصل عمان وهلمجرا ،حتى بات أمر غريب جدا سنة وراء سنة تذهب ونحن معلقين في ذيل الأمم المتحدة التي لم تفهم لغة السلام ،وتتحدث عن سلام دائم في المنطقة وهي من تشعل النيران وتمارس أكاذيبها القذرة التي تعودت عليها منذ انشائها في عام ١٩٤٥م إلى اللحظة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمنطقة العربية ،ولو كانت حقيقة تريد أن تفرض السلام لحققت ذلك وفي فترة وجيزة ،لكنها لا تريد ذلك،بل تحاول اشغالنا بأمور تافهة عبر مندوبيها المنتشرين كل الجراد في البلدان العربية والإسلامية في الصباح له قول وفي المساء له قول آخر، لكنهم يسيرون وفق برامج وخطط معدة من أجل حماية مصالح الدولة ذات القرار العالمي وتبقى رحالاتهم المكوكية كالنفخ في بالونة فارغة ذهاب وإياب تصحبه زوبعة أعلامية ضخمة والنتيجة لا شيء .
تسع سنوات ونحن على نفس الموال مبعوث يذهب وآخر يجيء والحل لا يزال بعيد المنال ،كم من هدن أعلنتها الأمم المتحدة ولا واحدة التزمت بها مليشيات الحوثي ،ومع ذلك لا تزال الأمم المتحدة تتحدث على لسان مبعوثها إلى المنطقة عن السلام الذي أصبح ضرب من الخيال وأنا على قناعة تامة أنه لا يمكن أن يأتي السلام في المنطقة على أيدي ما تسمى الأمم المتحدة ،لانها أنشئت لاغراض تخدم مصلحة الدول الكبرى ،فلو كانت صادقة لفرضت السلام في فلسطين أكثر من خمسة وسبعون عاما ولا شي تحقق انظروا الى مايجري اليوم في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية لشعبها المسالم ،ويمنع الدواء الماء والغذاء اين اختفت الأمم المتحدة أليس من حقها أن تفرض السلام ؟ أم أن ما يجري في غزة لايعنيها؟ ،وماذا قدمت لأبناء غزة غير بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،مما يحصل لاخواننا في القطاع من جرائم يرتكبها جيش العدو الصهيوني .
اذا كانت الأمم المتحدة تريد فرض السلام لفعلت ذلك في عام 1994م عندما ارسلت مبعوثها الأخضر الإبراهيمي الذي تماهى مع نظام صنعاء ،ولم تنفذ القرارات التي صدرت من مجلس الأمن حينها ٩٢٤ ،٩٣١ ،وتأتي اليوم وتعزف على نفس الموال وفي النهاية معروفه اين ستضع رجلها ،فإنها دائما تذهب في اتجاه المنتصر وانما كل ما يقوم به غروندربرغ عبارة عن مسرحيات تخدير الهدف منها اطالة أحمد الصراع في المنطقة لا قيمة لها ،وقد جربنا دورها وعرفنا حقيقة هذه الهيئة التي تخطي البعير وتصيب الإبرة ،وبانت انها مجرد غطاء تختبئ خلفه دول القرار الدولي لإرتكاب الجرائم بالشعوب العربية والإسلامية .
بالنسبة لنا كجنوبيين قد لدغنا من جحر هذه الهيئة بما تعرضنا له من طعن في حرب صيف ١٩٩٤م عندما اعطت أوامرها للهالك عفاش بإجتياح الجنوب وتخلت عن القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي حينها ،ولو كانت تريد فرص السلام فإنه لن يأتي إلا عبر بوابة الجنوب ،ومافيه داعي لهذه المسرحيات التي تلعب عليها تفعل القرارات السابقة وانتهى الأمر ،لكنهم لا يريدون ذلك ،وكل الذي يبحثون عنه هو أبقى المليشيات الحوثية واعطاءها متسع من الوقت لتسيطر على ماتبقى من مناطق ودليل ذلك التماطل والتماشي معها من قبل المجتمع الدولي الذي بعض الطرف على جرائمهم التي تركتب كل يوم .
سيستمر غروندربرغ سنوات مثل سابقيه بن عمر وولد الشيخ وغريفث وسيغادر إلى الأمم المتحدة بخفي حنين ،وسيتم تعيين آخر وهكذا سيستمر اللعب والضحك بينما الشعب يموت أما بصواريخ المليشيات أو بشبح الجوع الحاصل نتيجة سياسة التجويع الممنهج من قوى بعض القوى المحلية والإقليمية ،بالنسبة لي أنا شخصيا لست معول على أن هذه الهيئة ستأتي بالحل وهذا رأي الشخصي ولم أعد أثق بها ولا بقراراتها ولا بدورها الذي قاله عنه ريادي ولم يكن كذلك بل أصبح يسير في خدمة العدو الصهيوني و يخدم اجندة الدول الاوروبية والغربية فقط ، على حساب الشعوب الأخرى ،وهناك كثير من الشعوب لا تزال تعاني من الصراعات التي مرت عليها عقود من الزمن ،ولم تفعل لهم الأمم المتحدة شيء لأنهم يقول شيء،ويفعلون شيئ آخر ،فماذا تنتظر من هؤلاء ،وما هانس إلا مأمور يأتمر بأمرهم رسمة له خطة مسبقا وكلف بها وهو مجرد عبد مأمور ..والحقيقة التي تقال غروندر برغ البحث عن السراب ...!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق