المكلا / خاص / صالح عسكول :
كيف حول الشيخ عبدالله بن دول حلم إنشاء مركز المكلا الإشعاعي إلى واقع ملموس؟
بداية الفكرة هي حصيلة الأعداد الكبيرة للمراجعين للمكتب الخيري للعم الشيخ عبدالله بن دول من مرضى السرطان وخاصة الباحثين عن العلاج الإشعاعي في جمهورية مصر العربية وغيرها من الدول.
فبدأ حلم الشيخ عبدالله بن دول ورؤيته ومعه الدكتور المتطوع ناصر الذيباني المدير التنفيذي لإنشاء مركز خيري للعلاج الإشعاعي في مدينة المكلا ليخفف عناء السفر للمرضى وتحملهم مشقة السفر والتعب. وقد نجح العم أبو خالد في تحويل حلم إنشاء المركز إلى واقع ملموس.
قد يقول قائل منا وأنا واحد منهم إنه من السهل جدا إنشاء مركز علاج إشعاعي، ولكن الأمر ليس كذلك، فهناك متابعات وتحديات واجهت عملية الإنشاء بدءاً بالتصاريح من وزارة الصحة واللجنة الوطنية للطاقة الذرية، وتوفير المتطلبات والمعايير لتبدأ رحلة الحلم بوضع حجر الأساس للمشروع من قبل محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي في الثالث عشر من نوفمبر 2022م.
أسندت مهمة البناء لشركة بن دول للمقاولات والخدمات اللوجستية وهي إحدى شركات مجموعة بن دول وبمتابعة وإشراف من قبل شركة تهامة الشركة الموردة لأجهزة المركز (جهاز معجل خطي يوفر أحدث تقنيات العلاج الإشعاعي من شركة فاريان الأمريكية الرائدة في هذا المجال، وجهاز محاكاة مقطعي من شركة سيمن الألمانية الرائدة في التصوير والمحاكاة الإشعاعية)، وصمم المركز وفق مواصفات عالية بحيث يكون محصناً ومضاداً للزلازل، واستخدمت فيه خرسانة عالية الكثافة إذ بلغ عرض الجدران مترين، وسمك السقف أكثر من مترين ونصف المتر، واتبعت فيه أعلى المعايير الهندسية في إنشاء مثل هذه المراكز.
بذل الشيخ عبدالله بن دول جهوداً مضنية وكبيرة لتخطي المعوقات وتذليل الصعوبات كافة، وتوفير كل ما يلزم ليرى المشروع النور، والانتهاء من بناء المركز وتجهيزه بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتطورة لتقديم خدمات العلاج الإشعاعي بأعلى مستويات الجودة.
المركز يعد إنجازاً كبيراً في مجال الطب والعلاج الإشعاعي في المنطقة، ويتميز بتقديم خدمات علاجية متكاملة للمرضى المصابين بأمراض السرطان يشرف على علاجهم فريق طبي مختص محلي وعربي مشهود له بالكفاءة والخبرة.
خلاصة القول الشيخ عبدالله بن دول يُعد أنموذج للعمل الخيري والمجتمعي ورمز للعطاء الإنساني النبيل.
ودشّن محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم بالمكلا،
مركز المكلا للعلاج الاشعاعي، المركز الأحدث للعلاج الاشعاعي في اليمن، والأول في المحافظات المحررة.
وسيقدّم المركز خدمة علاجية عالية الجودة بأحدث الأجهزة والتقنيات لمرضى الأورام من خلال تقديم العلاج الاشعاعي وسيوفر عنهم عناء السفر للخارج.
وأقيم المركز على
مساحة 920 متر مربع، وبلغت الكلفة الاجمالية لإنشائه مع التجهيزات مبلغ 5 ملايين دولار ، وفترة التنفيذ 14 شهرًا، وتم تجهيز
المبنى لاستيعاب التوسعة المستقبلية وتركيب جهاز إشعاع آخر أكبر وأكثر شمولية، وتم تشييد المبنى على أعلى المعايير الهندسية حيث الأكثر تحصينًا ضد التسرّب الاشعاعي، بإشراف مباشر وتصريح من وكالة الطاقة الذرية.
وطاف محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، ومعه الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ صالح العمقي ووكلاء المحافظة بالمركز، مستمعًا من مدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان الدكتور محمد صالح الجمحي، ورئيس مجلس إدارة المركز الشيخ عبدالله عمر بن دول المعاري، والمدير التنفيذي للمركز الدكتور ناصر الذيباني، اللذين قدموا شرحًا تفصيليًا عن المركز ومحتوياته من الأجهزة الحديثة والكوادر المؤهلة بعد استيفاء معايير السلامة الإشعاعية وفقاً للتوصيات الرقابية المحلية والدولية والتأكد من القياسات الإشعاعية بإشراف من اللجنة الوطنية للطاقة الذرية.
ويأتي افتتاح المركز في هذه المرحلة الحرجة لتخفيف المعاناة عن أكبر عدد من مرضى
السرطان على مستوى الوطن من خلال توفير خدمة علاج اشعاعي نوعية غير ربحية باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات.
ويحتوي المركز على جهاز معجل خطي يوفر أحدث تقنيات العلاج الاشعاعي من شركة فاريان الأمريكية الرائدة في هذا المجال، وجهاز محاكاة مقطعي من شركة سيمن الألمانية الرائدة في التصوير والمحاكاة الإشعاعية يساعد في تحديد الأهداف السرطانية بدقة مع حماية الأعضاء السليمة، يُشرف عليه فريق مؤهل متكامل من الكوادر الطبية من داخل الوطن وخارجه يضم استشاريي العلاج الاشعاعي والفيزيائي.
وتنطلق رؤية المركز في جعله مركزًا نوعياً غير ربحيًا رائدًا في العلاج الإشعاعي على المستوى المحلي والإقليمي، فيما تكمن رسالته في تقديم خدمة علاج إشعاعي متميزة في بيئة علمية وبحثية متكاملة، من خلال بناء مؤسسة غير ربحية قادرة على الاستدامة والتطور والنمو، الى جانب تحقيق هدف تدريبي وتعليمي برفع كفاءة كوادر العلاج الاشعاعي محلياً وإقليمياً من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتعليمية، وتهيئة البيئة العلمية والبحثية المتكاملة في مجال العلاج الاشعاعي والمشاركة الفعالة في الأبحاث
والأنشطة العلمية بالتعاون مع الجهات الاقليمية والدولية المتخصصة.
وأشاد محافظ حضرموت بالمركز ومكوناته ومحتوياته من الأجهزة الحديثة التي جعلت منه الأول حداثة على مستوى الوطن، مثمنًا تميّز مجموعة بن دول في تنفيذ مشاريع خيرية مستدامة تخدم المجتمع، في سياق تدخلات رجال المال والأعمال الحضارمة في تنفيذ مشاريع تخدم الوطن، مقدرًا المشاركة الفاعلة للجنة الوطنية للطاقة الذرية في الإشراف على تنفيذ المركز ومنحه تصريح العمل.
وأكد محافظ حضرموت ان المسؤولية الوطنية لرجال الخير والمال كانت خلف تميز حضرموت في انشاء مشاريع صحية رائدة على مستوى الوطن أبرزها مركزي المكلا للعلاج الاشعاعي ونبض الحياة لأمراض وجراحة القلب، وأسهمت حالة الاستقرار في حضرموت ووعي أبنائها في احتضان هذه المشاريع التي ينشدها أبناء الوطن من مختلف المحافظات لتستقبلهم أيادي الانسانية في حضرموت بكل ترحاب وبأسعار غير ربحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق