بقلم / عبدالله باصهي .. التصعيد أو التهدئة ؟ قراءة في الخيارات الإيرانية بعد ضربة حزب الله - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 28 سبتمبر 2024

بقلم / عبدالله باصهي .. التصعيد أو التهدئة ؟ قراءة في الخيارات الإيرانية بعد ضربة حزب الله


في لحظة فارقة من تاريخ الصراع في الشرق الأوسط، جاء الهجوم الإسرائيلي على المقر الرئيسي لحزب الله في لبنان ليشعل فتيل التوترات من جديد، ويثير تساؤلات حول الخطوات المقبلة لإيران، الحليف الأساسي لحزب الله. الضربة لم تكن مجرد هجوم عسكري، بل إشارة واضحة إلى أن قواعد اللعبة في المنطقة تتغير بشكل جذري. في هذا السياق، يظل مصير حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، موضع اهتمام، خاصة وأنه يُعد محورًا في العلاقة الإيرانية-اللبنانية ومفتاحًا لمواجهة إسرائيل.

الضربة كانت بمثابة تحدٍ واضح لإيران، التي تعتمد على حزب الله كإحدى أهم أدواتها لفرض نفوذها في المنطقة، خصوصًا في مواجهة إسرائيل. هذه الضربة تحمل في طياتها رسائل متعددة لطهران، لتضعها أمام خيارين رئيسيين: إما التصعيد وتعزيز دعمها لحزب الله، مما قد يدفع نحو مواجهة عسكرية مفتوحة في المنطقة، أو تبني نهج أكثر حذرًا ودبلوماسية بهدف تجنب صدام مباشر مع إسرائيل وحلفائها.

حزب الله لطالما كان إحدى ركائز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، واستهداف قيادته ومقراته يشكل ضربة قوية لطهران. لذلك، من المتوقع أن تدرس القيادة الإيرانية بعناية جميع الخيارات المتاحة. هل ستُسرع في تقديم دعم عسكري إضافي لحزب الله لتعزيز موقفه وإعادة ترميم خسائره؟ أم ستلجأ إلى احتواء الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية للتخفيف من حدة التوتر وتفادي الدخول في مواجهة شاملة؟

الرهانات على الطرفين كبيرة، إذ أن تصعيدًا إضافيًا قد يقود المنطقة إلى عتبة حرب إقليمية كبرى. ومع ذلك، تقف إيران أمام معضلات داخلية وخارجية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية التي ترهق اقتصادها، والضغوط الدبلوماسية المتزايدة من الغرب. هذه الظروف تجعل من خيار التصعيد مكلفًا للغاية، وقد تضطر إيران إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الطويلة الأمد في المنطقة.

في المقابل، يشكل حسن نصرالله رمزًا لمقاومة حزب الله ووجهه الأبرز في مواجهة إسرائيل. لذا فإن فقدانه أو تراجع تأثيره سيعتبر انتصارًا استراتيجيًا لإسرائيل وضربة قاسية لطهران. من هنا، سيكون على القيادة الإيرانية اتخاذ خطوات جريئة لضمان بقائه على الساحة كقوة لا يُستهان بها، مما يعني أن مصير نصرالله قد يتحدد بمدى قدرة إيران على التكيف مع الواقع الجديد.

إيران في هذه اللحظة الحساسة تبدو مضطرة للتوفيق بين الحفاظ على نفوذها الإقليمي من جهة، وتجنب التصعيد العسكري الواسع من جهة أخرى. في النهاية، القرارات التي ستتخذها طهران في الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الصراع في الشرق الأوسط، وتشكيل المعادلة السياسية والعسكرية للمنطقة في الفترة المقبلة.

ما هو مؤكد أن المنطقة تقف على حافة تطورات قد تكون غير مسبوقة، مع استمرار ترقب الجميع لردود الفعل الإيرانية وحسم مصير نصرالله وحزب الله في هذا المنعطف التاريخي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق