بقلم / الشيخ : أ. انس علي باحنان .. الإعلام المعاصر بين الهدم والبناء - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 26 أكتوبر 2024

بقلم / الشيخ : أ. انس علي باحنان .. الإعلام المعاصر بين الهدم والبناء

يعيش العالم اليوم طفرة عظيمة في مجال تطور تقنية الاتصال والإعلام والمعلومات لم يشهد لها العالم مثيل من قبل ، واخرا وليس باخر ما يسمى بثورة وتقنية الذكاء الاصطناعي وما رافق ذلك ، ومع ذلك كله صدق القائل العظيم جل شانه وتعالى في علاه : ( وما أتيتم من العلم الا قليل )
نعم هذه التطور المبهر الذي فاق الخيال ، هو  نعمة من نعم الله تعالى على كل بني البشر ، و لو حسن استخدامه لرتقت به البشرية إلى أوج الكمال والرقي ، و لصنعت به حضارة إنسانية لم يشهد لها كوكب الارض مثيل من قبل ، و لكن للاسف ما حدث و يحدث هو العكس من ذلك تماما ، فهذه التقنية بدلا أن تكون مصدر خير و بركة وسعادة على بني البشر أصبحت للاسف عبئ و  معول هدم يهدم المثل  و القيم والأخلاق وينشر الفساد ويشيع الإرهاب والتطرف و يسهم في هلك الحرث والنسل ، بما تنشره هذه الوسائل من فوضى و قلب للحقائق و تزوير وتزييف و بطرق احترافية وخطط مدروسة تستغفل و تستخف بها عقول متلقيها . 
لا نبالغ إن قلنا إنها كارثة من  الكوارث لا تقل شأنا عن تلك الكوارث التي نسمعها ونشاهدها بين الحين والآخر ، فإذا كانت الأعاصير المدمرة والعواصف الرعدية والفيضانات والزلازل والبراكين والأمراض والمجاعات والكوارث البيئة و الحروب والاوبئة هي دواهي عظيمة ( نسأل الله السلامة والعافية ) فكذلك هذه السموم والتفاهات التي تبث صباحا ومساء من هذه الوسائل التي دخلت بيوتنا وغرف منازلنا فهي لا تقل شأنا في خطرها عما ذكر .
اذا فهل من صحوة و يقضة ضمير عالمية تجعل من هذه النعمة والتقنية راحة للبال ومصدر أمن و سلام لكل بني البشر ،  بان نرى من هذه الوسائل و ما تبثه عبر الاثير منافسة على نشر كل قيم الخير والمحبة والسلام والوئام وعمارة الأرض التي هي الغاية من خلق الانسان ، نتمنى في قادم الايام أن تتحقق هذه المعاني والاماني السامية في مختلف وسائلنا الإعلامية بكل صورها ، و هي قيم إنسانية وأخلاقية تتماشى مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الإنسان عليها ، و لا نعتقد أن يختلف اثنان حولها ، مهما اختلفت الثقافات و البيئات ، لان القيم الإنسانية الجامعة ثابتة لا تتغير  بتغير الزمان او المكان و هي محل إجماع عالمي الا من غرد خارج السرب وعزف نشازا .
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق