بقلم / انس علي باحنان .. الحلف الحضرمي، تفويض شعبي ومسؤولية مفصلية

*إن نجاح الحلف بهذا الشكل الباهر والاستثنائي، والذي تجلّى في نيله ثقة هذا الجمع الغفير، وتلقيه تفويضًا شعبيًا واسعًا، أو قل مباركة صريحة، لما طرحه من أجندة تتصل بالاستحقاق الحضرمي؛ لَيُعدّ محطة مفصلية تُضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. فالحلف بات اليوم مطالبًا، أكثر من أي وقت مضى، بأن يدير ملف القضية الحضرمية بحنكة واقتدار، وهو أمر لا يتحقق إلا من خلال رسم خارطة طريق واضحة المعالم، تستند في جوهرها إلى تعزيز اللحمة الحضرمية من الداخل، وتوسيع رقعة المشاركة* *الجماهيرية والشعبية، مع إشراك النخب العلمية والفكرية، والرموز الاجتماعية والوطنية، لصياغة هذه الخارطة وبلورتها، ثم العمل الحثيث على ترجمتها إلى واقع ملموس.*

*ويأتي في مقدمة هذه الرؤية، توثيق العلاقات مع دول الجوار، والإقليم، والعالم، عبر اختيار كفاءات متمكنة، تمتاز بالحصافة واللباقة والقدرة على الإقناع، لتكون واجهة حضرموت في إيصال رسالتها العادلة، والتماس الدعم والمساندة من الأشقاء والأصدقاء، مع التأكيد الدائم على أن حضرموت لم تكن يومًا إلا يدًا ممدودة للسلام، وأداة للخير، وسندًا للأمن والاستقرار.*

*ومن جهة أخرى، كنا نأمل لو أن البيان الختامي لم يغفل الإشارة إلى المهاجرين الحضارمة، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج حضرموت، وركن أصيل في مشروع نهضتها، بل وقودها الحقيقي. وكان من الأجدر أيضًا أن يُبرز البيان أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انفتاح وتواصل، وحوار صادق بين مختلف أطياف المجتمع الحضرمي، في مسعى لإزالة الهواجس والشكوك لدى من قد يتخوف من التهميش أو الإقصاء أو الانفراد بصناعة القرار.*