بقلم / أنس علي باحنان .. حضرموت على فوهة بركان ، نداء لتدخل سعودي يحفظ الأمن الإقليمي - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 5 أبريل 2025

بقلم / أنس علي باحنان .. حضرموت على فوهة بركان ، نداء لتدخل سعودي يحفظ الأمن الإقليمي

تفوح رائحة الفتنة من أجواء حضرموت، وكأنها تقف على صفيحٍ ساخنٍ ملتهب، وسط صراعٍ محمومٍ بين أطرافٍ متنازعة تتسابق لبسط نفوذها على أرضٍ تزخر بثروات جمة وتحتل موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية. هذه الأطراف، للأسف، تتصرف بطيشٍ سياسي غير محسوب العواقب، دون أن تضع في اعتبارها ما قد تؤول إليه الأوضاع من زعزعةٍ لأمن اليمن واستقراره، في لحظةٍ تشير ملامحها إلى اقتراب انفراجٍ طال انتظاره. والأسوأ من ذلك، أن تداعيات هذا التوتر قد يمتد ليطال دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.

إن ما نشهده اليوم من مدٍّ وجزر، ومماحكاتٍ بين قوى حضرمية سياسية وقبلية، يغذيها تدخلٌ خارجي وداخلي، لا يمكن اعتباره خارج دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي، وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية، التي تنظر إلى حضرموت بعينٍ استراتيجية، لما لها من عمقٍ جغرافي وتاريخي وأمني متصل بالمملكة، وهناك اعتباراتٌ احرى كثيرة يضيق المقام عن ذكرها هنا.

ومن هذا المنطلق، فإن الحاجة باتت ماسة إلى تحرّك سعودي عاجل، بل وضروري، لوضع حدٍّ لهذا التصعيد المتبادل، واحتواء الوضع قبل أن تتساقط حبات عقد حضرموت الثمين. إن تدخل المملكة ليس فقط نابعًا من واجبها تجاه الشعب الحضرمي، وحقّ الجوار، بل كذلك حفاظًا على أمنها القومي، واستقرار المنطقة برمتها، والتي قد تُستدرج إلى دوامة صراعٍ عسكري و فتنة لا احد يستطيع التنبؤ بعواقبها– لا قدّر الله – .

إني، من هذا المنبر، أوجه نداءً صادقاً إلى المملكة العربية السعودية، راجيًا منها التدخل الحاسم والسريع لاحتواء هذه الأزمة، ووضع حدٍّ لهذه النزعات العدوانية، والممارسات الرعناء التي لا تُفضي إلا إلى مزيدٍ من الخراب والمآسي.

نسأل الله أن يحفظ حضرموت وأهلها، وأن يوفق الجميع إلى ما فيه خير الوطن واستقراره، وأن يُجنّب بلادنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق