بقلم / انس علي باحنان .. النسيج الممزق ،حضرموت واليمن في مفترق طرق - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الجمعة، 23 مايو 2025

بقلم / انس علي باحنان .. النسيج الممزق ،حضرموت واليمن في مفترق طرق

الوحدة والتوحد والاتحاد واجتماع الشمل ورص الصفوف مثل وقيم لا يختلف عليها اثنان أما نحن المسلمين فإن مثل هذه القيم المعبرة عن الوحدة واجتماع الشمل هو دين نتعبد به الله .
35 سنة من عمر ما يسمى بالوحدة اليمنية دعونا أن نقف وقفة تأملية عند هذا الحدث فبعد مرور هذه السنوات الطويلة من احداث 35 عام لا يثربها حديث في عمود صحفي محدود الكلمات ولكن دعونا أن نقول هي وقفة سريعة وخاطفة نقفها عند بعض من محطات الوحدة .
يوم  إعلان الوحدة اليمنية كانت فرحة شاملة وغامرة لكل هل اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربة وذلك من منطلق من كان يظن أن هذه الوحدة يسر عبور وقنطرة لوحدة أعظم هي وحدة العرب والمسلمين وهناك  كان من ينظر إلى هذه الوحدة انها لبنة وبارقة امل لتحقيق تنمية شاملة في اليمن وعلى مختلف الصعد يعيش في كنفها المواطن في رغد من العيش وأمن وأمان ولكن لم يتحقق شي من ذلك بل صار الأمر على النقيض من ذلك فلم تزدنا هذه الوحدة المزعومة الا مزيد من التفكك والتشرذم والتخلف والفقر والمرص
و الجوع فللاسف فقد تحولت الوحدة إلى كابوس مخيف وشبح مفزع .
لم تكن هناك وحدة للجغرافيا ولا للسكان والأرض والإنسان بل كانت وحدة للأشخاص ونفذهم ويشعهم ونفوسهم الحبيثة وتطلعاتهم السافلة حتى أصبحت السن هولاء القوم تمجد الوحدة بالتقديس والتعظيم وهي كلمة حق يراد بها باطل
لن نعرق كثيرا في التفاصيل
غير أننا نقول وحدة مثل هذه فشلت فشلا ذريعا لأنها لم تبنى على حق وعلى أرضية صلبة بل بنيت على باطل وما بني على باطل فهو باطل .
اليوم الكلام على إصلاح مسار الوحدة لم يعد له مكان و لا مجال لقد اتسع الرقع على الراقع وبعدت الشقة  وأصبحت الوحدة  كالثوب البالي الخلق الذي يصعب ترقيعة ومن يقول غير ذلك إنما هو مزايد ويعيش في وهم من الخيال .
نعم وحدة الشعب ممكن أن تكون قائمة وباب التعاون والوحدة الاقتصادية والتعاون التنموي في ظل كنف ثوابت الدين قائمة أما الوحدة السياسية انتهت هذا بين الشطرين اليمني جنوبه وشماله أم الوحدة السياسية بين  اليمن وحضرموت شماله وجنوبه لم تكن اصلا  قائمة من اساسه بل كان اللحاق والضم لدولة حضرمية كانت  قائمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى الدولة .
ولأننا للاسف دائما لا ننظر لامورنا بشي من العقلانية والصدق والإخلاص أصبحنا كل يوم و الشعب في اليمن وحضرموت وحضرموت يفقد كل شكل ممكن أن يكون حلقة من حلقات الوحدة والاتحاد والتعاون الصحيح .
بالامس القريب كنا في حضرموت نطالب بالحكم المحلي واسع الصلاحيات ولم ينظر لهذا الطلب من مركز القرار بل زاد التحكم والاستحكام ثم ذهبنا الى تأسيس وحدة الأقاليم فتم الالتفاف على هذا المطلب والدخول في حرب مدمرة اكلت الاخضر واليابس و اليوم أصبح الحضارم يطالبون بحكم ذاتي الذي من المفترض أن يفضي في نهاية الأمر إلى حق تقرير المصير للنظام السياسي الذي يريدونه الحضارمة ، وإذا لم يتدارك الأمر ويتم تلبية هذا الطلب والقبول به وهو مسار صحيح لإصلاح أوضاع اليمن وحضرموت فلا محالة فإن الحضارم سيصلون في نهاية المطاف إلى أن لا خيار أمامهم الا إعادة دولتهم الحضرمية التي سلبت منهم في عام 1967 التي كان لها  علمها وحدودها وجوزاها ومؤسساتها وكيانها المستقل .
إذا لا يزال خيار الحكم الذاتي لحضرموت هو طوق النجاح  الذي يتم به إصلاح الوحدة بين اليمن وحضرموت وإذا لم يتم القبول بذلك و التعنت وركب الدماغ كما يقولون والتفكير في المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة فالنثق أن حضرموت اتحذت قرارها ولن تتراجع عنه لان وحدة 90 لا تعنينا وما ترتب عنها باطل وان  الاوان لإصلاح حال البلاد والعباد وإعادة الأمور إلى نصابها وبالله التوفيق . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق