من الصعب على شخص مثل طارق، الذي اعتاد أن يرى الدكتور رشاد العليمي مجرد شغال في دولة عائلته بوظيفة وزير داخلية، أن يتقبل موقعه كرئيس لمجلس الثمانية، وفي مرتبة أعلى منه.
هذا التحول ليس سهلاً على من نشأ في مناخ السلطة الوراثية، ولهذا جاءت رسالته النقدية العلنية للعليمي، والحملة الواسعة التي أطلقها ضده، كمؤشر على طبع متأصل، لا يستطيع الانفكاك منه، خاصة حين يكون الطرف الآخر شخصية تنتمي إلى تعز.
هنا، تصعد كل محمولات الموروث الثقيل، وتظهر بشكل فجّ في عنطزة لا تخلو من القبح، وكأن كل ما مرّ باليمن من مآسي ودمار وتمزقات بسبب تشبث العائلة بالسلطة، لم يكن كافيًا لخفوت هذه النزعة.
هذه العائلة، رغم كل الكوارث التي أنتجها مشروعها، ما زالت مُصرة على اختزال الجمهورية في سلطنة عائلية، وتتعامل مع فكرة الدولة باعتبارها إرثًا يجب الحفاظ عليه داخل إطار ضيّق، لا يتسع للوطن ولا للتنوع ولا لفكرة الشراكة.
لم يكتفوا بما حدث، ومازال لديهم مخزون من الانتقام يدفعهم للمضي أبعد من ذلك، مشروعهم التوريثي لم يكتفي بتقويض الدولة وتمزيق البلاد، والمشاركة من شريط المخا في تقسيم اليمن.
لا زال مرض السلطة يدغدغ مشاعرهم، يريدون العودة ولو بإقامة السلطنة الموعودة على قطعة صغيرة من هذا البلد الممزق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق