في رُبى العلم ونفحات التقى، وفي مدينة تريم الغنّاء، مهوى أفئدة العلماء ومرتع الفضلاء من بلاد حضرموت، بزغ نجم من أعلام الهدى، وعلم من أعلام الفقه والقضاء، إنه الفقيه العلامة القاضي الوالد الشيخ علي بن محمد بن علي بن زاكن باحنان الأشعثي الكندي الحضرمي رحمه الله تعالى ، الذي نذر عمره لخدمة الدين والعلم والدعوة، فكان إمامًا في الفقه، عدلاً في القضاء، وخطيبًا مصقعًا يصدع بالحق من على منابر.
تولى القضاء في تريم، فكان قاضيًا عادلًا، مهاب الجانب، ناصحًا للأمة، لا تأخذه في الله لومة لائم، وسخّر علمه لنشر الخير وبث الفقه والوعي في نفوس الناس، وقد ترك الشيخ الوالد علي غفر الله له إرثًا علميًا غزيرًا، ومؤلفات جليلة، يأتي في طليعتها كتابه الموسوعي الحديثي النفيس "نيل المقصود شرح سنن أبي داود"، الذي امتد في تسعة عشر مجلدًا ضخمة، يحوي بين دفّتيه دررًا من الفقه والحديث والعلم الواسع، ويمثل إضافة رصينة للمكتبة الإسلامية.
لم يكن الشيخ الوالد تاب الله عليه حبيس الأوراق والكتب، بل كان ناشطًا في ميدان الدعوة، أسهم في تاسس بعض المنتديات العلمية، و الأندية الثقافية، والجمعيات الخيرية، أولًا ببلده عينات ثم بمهجره بصيف بدوعن من بلاد حضرموت، فكان بحق رائدًا من رواد الإصلاح والتنوير، وعالمًا عاملاً بما علم نفع الله بعلمه.
وقد عُرف عن الشيخ الوالد علي نور الله قبره كثرة أسفاره في سبيل الدعوة وطلب العلم، حيث هاجر إلى بلاد الحرمين مرات عدة، ونهل من معين علمائها، وبث الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هناك. ولم تتوقف رحلاته عند ذلك ، بل واصل مسيره إلى قلب القارة السمراء، حيث حلّ بأوغندا في إفريقيا، وهناك أسّس مع ثلة من إخوانه من المسلمين مدرسة التقوى الإسلامية بمدينة كبيج، فكانت منارة علم وهداية، وأسلم على يديه عدد كثير من الأفارقة، متأثرين بجمال خُلقه، وعمق علمه، وصدق دعوته.
وفي ثاني أيام التشريق كمثل هذا اليوم من عام 1391هـ، أسلم الشيخ الوالد رحمه الله روحه الطاهرة إلى بارئها وكانت وفاته بالمقطم بالقاهرة بمصر العربية، ففُجعت الأمة الإسلامية برحيله، وودّعت عَلَمًا من أعلامها ، تاركًا وراءه أثرًا خالدًا، وسيرة عطرة، يَعبَق بها الزمان والمكان.
وفي ما يلي هذه محطات من حياة الوالد تاب الله عليه بمنه أما :
*اسمه ونسبه*
هو الإمام النحرير، والعلامة الجليل، القاضي الأجل، أبو أحمد علي بن محمد بن علي زاكن باحنان الأشعثي الكندي الحضرمي.
يرجع نسبه إلى الصحابي الجليل الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه.
🟨 *أسرته ومكانتها*
ينتمي لأسرة آل زاكن باحنان، وهي بطن من بطون قبيلة آل أبي حنان الحضرمية المعروفة بالعلم والصلاح .
عُرفت أسرته بحب العلم، والتربية الصالحة، والغيرة على الدين.
🟨 *مولده ونشأته*
وُلد سنة 1340هـ في عينات، شرق مدينة تريم، حضرموت.
نشأ في كنف والدين صالحين؛ والده العلامة الفقيه المؤرخ محمد بن علي زاكن باحنان، ووالدته الشيخة الزاهدة فاطمة بنت سعد بن عبداللاه زاكن باحنان .
تلقى أولى علومه في بيت والده، ثم التحق بمدرسة عينات الوطنية عام 1348هـ.
🟨 *طلبه للعلم ومراكز دراسته*
نهل من عدد من المراكز العلمية في عينات وتريم، ومنها:
معلامة الشيخ أبي بكر بن سالم.
مسجد الحسن بن إسماعيل الحامد.
مدرسة الحسين الوطنية.
معلامة الشيخ أحمد بن عوض زاكن باحنان.
قرأ العلوم الشرعية على يد والده، ثم على عدد من علماء حضرموت ومكة.
🟨 *أبرز مشايخه*
والده الإمام محمد بن علي زاكن باحنان.
السيد العلامة الحسن بن إسماعيل الحامد.
السيد العلامة علوي بن عباس المالكي مفتي الحرم.
السيد العلامة عبد الله بن عمر الشاطري.
السيد العلامة أحمد بن عمر الشاطري.
الشيخ محمد أنور العماني.
🟨 *أقرانه وتلاميذه*
تواصل علميًا مع علماء حضرموت واليمن والحرمين والأزهر الشريف.
من أبرز أقرانه: العلامة الشيخ محمد بن سالم البيحاني و السيد العلامة محمد بن سالم بن حفيظ، و السيد العلامة عبد الله بن احمد الهدار، و القاضي علي بن احمد بارضون وغيرهم.
تتلمذ على يديه مئات الطلاب في حضرموت، و عدن، وشرق أفريقيا يصعب هنا حصرهم.
🟨 *أنشطته الدعوية والتعليمية*
*في حضرموت*: درّس في عينات وصيف، ومع أبيه وبالتعاون مع المحسنين من أهل صيف اسس مدرسة الفلاح بصيف بدوعن الذي ذاع صيطها ونتشر خبرها وأتت اوكلها.
في عدن: عمل معلمًا بالمعهد التجاري، وقدّم برنامجًا إذاعيًا من إذاعة عدن بعنوان "فتية الإسلام".
في أفريقيا: و مع اخوان له من الحضارمة أسّس مدرسة التقوى الإسلامية في أوغندا، وأسلم على يديه خلق كثير.
في الحرمين: حج مرارًا، ودرّس في مدرسة الرحمانية، واتصل بعلماء أمثال المالكي والعماني.
🟨 *توليه القضاء*
تولى منصب القاضي الشرعي في مدينة تريم بعد سنة 1387هـ.
اشتهر بعدالته، وسداد أحكامه، وحفظه للأوقاف، وتطبيقه لأحاديث القضاء عن بصيرة وفهم عميق.
🟨 *آثاره العلمية ومؤلفاته*
ألّف الشيخ الوالد رحمه الله تعالى في علوم شتى منها:
📘 في الحديث:
نيل المقصود شرح سنن أبي داود (19 مجلدًا) وقد تصدى لتحقيق ودراسة هذا الكتاب الحديثي الموسوعي الشامل فريق من جامعة صنعاء و حضرموت وسيئون وجامعة القران الكريم وعلومه كرسائل علمية لنيل درجة الدكتوراه والماجستير قوام هذا الفريق 52 طالب وطالبه.
ومن رسائله أيضا الحديثة ايضا مفاتيح الجنان في مغفرة الرحيم الرحمن.
أوثق الصلاة (في الأدعية بعد الصلوات).
📘 في الفقه:
دروس في الفقه على مذهب الشافعي.
أنور المسالك (في مذهب مالك).
التحفة السنية شرح المقدمة الحضرمية (تحقيقًا).
📘 في الفكر والثقافة:
العدل الاجتماعي في الإسلام.
و المشارب الهنيئة.
إيضاح وبيان.
📘 في الخطابة والوعظ:
المنح الإلهية في الخطب المنبرية.
📘 في السيرة:
الإعلام في فضيلة مولد خير الأنام.
تعليق على منظومة العقد الثمين في سيرة سيد المرسلين.
📘 في اللغة والتعليم:
دروس في النحو.
نجوم الطريق (في معرفة التعليم الحقيق في التهجي ورسم الحرف).
📘 في الشعر:
ديوان "المنتخب من الأشعار"، وفيه قصائد مؤثرة في الشوق والحنين والدعوة.
🟨 فمن شعره المؤثر
> يا حداة المطي نحو الحبيب
سلّموا لي عليه وأبدوا نحيبي
...
ليس لي في الحياة إلا رضاه
فهو كل المنى بدون مريب
🟨 *صفاته وسجاياه*
كان ورعًا تقيًا، خاشعًا لله، وقورًا، حسن المعشر، ذا خُلق رفيع.
جمع بين العلم والعمل، الزهد والتأثير، الدعوة والتعليم، الخطابة والتأليف
🟨 *وفاته*
توفي رحمه الله تعالى في حدود الثانية والخمسين من عمره، لكنه خلف إرثًا علميًا ودعويًا يفوق الأعمار وكانت منيته في مصر العربية التي سافر إليها للعلاج وقبر في المقطم بالقاهرة عليه رحمة الله تعالى.
جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل علمه صدقة جارية في ميزان حسناته.
جمعت الترجمة من أبحاث طلاب الماجستير والدكتوراه والتي بعنوان نيل المقصود شرح سنن ابي داود للشيخ العلامة القاضي / علي بن محمد زاكن باحنان دراسة وتحقيق ولمزيد عن معرفة سيرة الوالد الشيخ علي بن محمد زاكن باحنان عليه رحمة الله تعالى يمكن الرجوع لكتابنا والموسوم بـ طرفة البيان بسيرة سيدي الوالد علي باحنان.
تولى القضاء في تريم، فكان قاضيًا عادلًا، مهاب الجانب، ناصحًا للأمة، لا تأخذه في الله لومة لائم، وسخّر علمه لنشر الخير وبث الفقه والوعي في نفوس الناس، وقد ترك الشيخ الوالد علي غفر الله له إرثًا علميًا غزيرًا، ومؤلفات جليلة، يأتي في طليعتها كتابه الموسوعي الحديثي النفيس "نيل المقصود شرح سنن أبي داود"، الذي امتد في تسعة عشر مجلدًا ضخمة، يحوي بين دفّتيه دررًا من الفقه والحديث والعلم الواسع، ويمثل إضافة رصينة للمكتبة الإسلامية.
لم يكن الشيخ الوالد تاب الله عليه حبيس الأوراق والكتب، بل كان ناشطًا في ميدان الدعوة، أسهم في تاسس بعض المنتديات العلمية، و الأندية الثقافية، والجمعيات الخيرية، أولًا ببلده عينات ثم بمهجره بصيف بدوعن من بلاد حضرموت، فكان بحق رائدًا من رواد الإصلاح والتنوير، وعالمًا عاملاً بما علم نفع الله بعلمه.
وقد عُرف عن الشيخ الوالد علي نور الله قبره كثرة أسفاره في سبيل الدعوة وطلب العلم، حيث هاجر إلى بلاد الحرمين مرات عدة، ونهل من معين علمائها، وبث الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هناك. ولم تتوقف رحلاته عند ذلك ، بل واصل مسيره إلى قلب القارة السمراء، حيث حلّ بأوغندا في إفريقيا، وهناك أسّس مع ثلة من إخوانه من المسلمين مدرسة التقوى الإسلامية بمدينة كبيج، فكانت منارة علم وهداية، وأسلم على يديه عدد كثير من الأفارقة، متأثرين بجمال خُلقه، وعمق علمه، وصدق دعوته.
وفي ثاني أيام التشريق كمثل هذا اليوم من عام 1391هـ، أسلم الشيخ الوالد رحمه الله روحه الطاهرة إلى بارئها وكانت وفاته بالمقطم بالقاهرة بمصر العربية، ففُجعت الأمة الإسلامية برحيله، وودّعت عَلَمًا من أعلامها ، تاركًا وراءه أثرًا خالدًا، وسيرة عطرة، يَعبَق بها الزمان والمكان.
وفي ما يلي هذه محطات من حياة الوالد تاب الله عليه بمنه أما :
*اسمه ونسبه*
هو الإمام النحرير، والعلامة الجليل، القاضي الأجل، أبو أحمد علي بن محمد بن علي زاكن باحنان الأشعثي الكندي الحضرمي.
يرجع نسبه إلى الصحابي الجليل الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه.
🟨 *أسرته ومكانتها*
ينتمي لأسرة آل زاكن باحنان، وهي بطن من بطون قبيلة آل أبي حنان الحضرمية المعروفة بالعلم والصلاح .
عُرفت أسرته بحب العلم، والتربية الصالحة، والغيرة على الدين.
🟨 *مولده ونشأته*
وُلد سنة 1340هـ في عينات، شرق مدينة تريم، حضرموت.
نشأ في كنف والدين صالحين؛ والده العلامة الفقيه المؤرخ محمد بن علي زاكن باحنان، ووالدته الشيخة الزاهدة فاطمة بنت سعد بن عبداللاه زاكن باحنان .
تلقى أولى علومه في بيت والده، ثم التحق بمدرسة عينات الوطنية عام 1348هـ.
🟨 *طلبه للعلم ومراكز دراسته*
نهل من عدد من المراكز العلمية في عينات وتريم، ومنها:
معلامة الشيخ أبي بكر بن سالم.
مسجد الحسن بن إسماعيل الحامد.
مدرسة الحسين الوطنية.
معلامة الشيخ أحمد بن عوض زاكن باحنان.
قرأ العلوم الشرعية على يد والده، ثم على عدد من علماء حضرموت ومكة.
🟨 *أبرز مشايخه*
والده الإمام محمد بن علي زاكن باحنان.
السيد العلامة الحسن بن إسماعيل الحامد.
السيد العلامة علوي بن عباس المالكي مفتي الحرم.
السيد العلامة عبد الله بن عمر الشاطري.
السيد العلامة أحمد بن عمر الشاطري.
الشيخ محمد أنور العماني.
🟨 *أقرانه وتلاميذه*
تواصل علميًا مع علماء حضرموت واليمن والحرمين والأزهر الشريف.
من أبرز أقرانه: العلامة الشيخ محمد بن سالم البيحاني و السيد العلامة محمد بن سالم بن حفيظ، و السيد العلامة عبد الله بن احمد الهدار، و القاضي علي بن احمد بارضون وغيرهم.
تتلمذ على يديه مئات الطلاب في حضرموت، و عدن، وشرق أفريقيا يصعب هنا حصرهم.
🟨 *أنشطته الدعوية والتعليمية*
*في حضرموت*: درّس في عينات وصيف، ومع أبيه وبالتعاون مع المحسنين من أهل صيف اسس مدرسة الفلاح بصيف بدوعن الذي ذاع صيطها ونتشر خبرها وأتت اوكلها.
في عدن: عمل معلمًا بالمعهد التجاري، وقدّم برنامجًا إذاعيًا من إذاعة عدن بعنوان "فتية الإسلام".
في أفريقيا: و مع اخوان له من الحضارمة أسّس مدرسة التقوى الإسلامية في أوغندا، وأسلم على يديه خلق كثير.
في الحرمين: حج مرارًا، ودرّس في مدرسة الرحمانية، واتصل بعلماء أمثال المالكي والعماني.
🟨 *توليه القضاء*
تولى منصب القاضي الشرعي في مدينة تريم بعد سنة 1387هـ.
اشتهر بعدالته، وسداد أحكامه، وحفظه للأوقاف، وتطبيقه لأحاديث القضاء عن بصيرة وفهم عميق.
🟨 *آثاره العلمية ومؤلفاته*
ألّف الشيخ الوالد رحمه الله تعالى في علوم شتى منها:
📘 في الحديث:
نيل المقصود شرح سنن أبي داود (19 مجلدًا) وقد تصدى لتحقيق ودراسة هذا الكتاب الحديثي الموسوعي الشامل فريق من جامعة صنعاء و حضرموت وسيئون وجامعة القران الكريم وعلومه كرسائل علمية لنيل درجة الدكتوراه والماجستير قوام هذا الفريق 52 طالب وطالبه.
ومن رسائله أيضا الحديثة ايضا مفاتيح الجنان في مغفرة الرحيم الرحمن.
أوثق الصلاة (في الأدعية بعد الصلوات).
📘 في الفقه:
دروس في الفقه على مذهب الشافعي.
أنور المسالك (في مذهب مالك).
التحفة السنية شرح المقدمة الحضرمية (تحقيقًا).
📘 في الفكر والثقافة:
العدل الاجتماعي في الإسلام.
و المشارب الهنيئة.
إيضاح وبيان.
📘 في الخطابة والوعظ:
المنح الإلهية في الخطب المنبرية.
📘 في السيرة:
الإعلام في فضيلة مولد خير الأنام.
تعليق على منظومة العقد الثمين في سيرة سيد المرسلين.
📘 في اللغة والتعليم:
دروس في النحو.
نجوم الطريق (في معرفة التعليم الحقيق في التهجي ورسم الحرف).
📘 في الشعر:
ديوان "المنتخب من الأشعار"، وفيه قصائد مؤثرة في الشوق والحنين والدعوة.
🟨 فمن شعره المؤثر
> يا حداة المطي نحو الحبيب
سلّموا لي عليه وأبدوا نحيبي
...
ليس لي في الحياة إلا رضاه
فهو كل المنى بدون مريب
🟨 *صفاته وسجاياه*
كان ورعًا تقيًا، خاشعًا لله، وقورًا، حسن المعشر، ذا خُلق رفيع.
جمع بين العلم والعمل، الزهد والتأثير، الدعوة والتعليم، الخطابة والتأليف
🟨 *وفاته*
توفي رحمه الله تعالى في حدود الثانية والخمسين من عمره، لكنه خلف إرثًا علميًا ودعويًا يفوق الأعمار وكانت منيته في مصر العربية التي سافر إليها للعلاج وقبر في المقطم بالقاهرة عليه رحمة الله تعالى.
جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل علمه صدقة جارية في ميزان حسناته.
جمعت الترجمة من أبحاث طلاب الماجستير والدكتوراه والتي بعنوان نيل المقصود شرح سنن ابي داود للشيخ العلامة القاضي / علي بن محمد زاكن باحنان دراسة وتحقيق ولمزيد عن معرفة سيرة الوالد الشيخ علي بن محمد زاكن باحنان عليه رحمة الله تعالى يمكن الرجوع لكتابنا والموسوم بـ طرفة البيان بسيرة سيدي الوالد علي باحنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق