بقلم / أنس علي باحنان .. العام الجديد ، بداية لحضرموت الجديدة - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الجمعة، 27 يونيو 2025

بقلم / أنس علي باحنان .. العام الجديد ، بداية لحضرموت الجديدة

نستقبل عامًا جديدًا، والجراح ما زالت تنزف، والمعاناة تتفاقم يومًا بعد يوم، تُثقل كاهل المواطن في هذا الوطن الجريح. وحتى حين يهمّ المرء بالكتابة عن تلك المعاناة، لا يُريد بها شكوى، بل اعتبارًا وعظةً، يقف حائرًا لا يدري من أين يبدأ؛ فقد تفرعت الهموم، وتكاثرت الأوجاع، من متطلبات الأسرة في ظل وضع معيشي خانق، إلى مجتمع مثقل بالصمت، لا يتحرك لنصرة نفسه، فضلًا عن أن ينطق بكلمة حق لرفع الظلم عن غيره.

غير أن المعاناة الكبرى تكمن في وطن مستباح، عشنا في ظله، وارتوينا من نبع عطائه، وطنٍ سطّر أنصع صفحات المجد في بناء حضارة تشهد لها الأجيال، وتُخلّدها كتب التاريخ. إنه حضرموتنا النازفة، التي نراها تنزف أمام أعيننا، ولا نملك حيالها سوى الابتهال إلى الله، والتضرّع إليه أن يكشف هذه الغُمّة، متشبثين بأملٍ لا يخبو، بأن تعود يومًا ما شامةً بين الأمم، وأن يُعاد لها مجدها التليد ومكانتها المرموقة.

نعم، لا يدوم الظلم، فـ"دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة".

أيها الحضارمة في الداخل والخارج، هبّوا لنهضة وطنكم، حضرموت، التي هي سرُّ عزّتكم، ومصدر فخاركم. ومع بداية هذا العام الجديد، فلنتصافح، ونتسامح، ولتتشابك الأيادي لرفعة وطنٍ لا يشتاق أهله وحدهم إلى نهوضه، بل يتطلع إليه العالم بأسره، لما رأوه من أبنائه الأوفياء، في نصرة الحق، وصون الكرامة، والعمل الدؤوب الذي لا يعرف الوهن، ولا يستسلم للضعف، في سبيل بناء الإنسان وتنمية المكان، حيثما حلّوا وارتحلوا.

فهل نعيد لحضرموت عالميتها في الخير، والمحبة، والعطاء، مع إشراقة عام جديد؟

الأمل في الله عظيم، والرجاء في نفوسنا لا يخبو. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق