صفحات من نور.. الحفل الوداعي للشيخ زكريا بعد مسيرة ثلاثـيــن عامًا من العطاء - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 9 أغسطس 2025

صفحات من نور.. الحفل الوداعي للشيخ زكريا بعد مسيرة ثلاثـيــن عامًا من العطاء

قسم / خاص :
برعاية كريمة من لجنة أوقاف الشيخ عمر بن أحمد باقشير – رحمه الله – أقيم مساء يوم أمس الثلاثاء، 11 صفر 1447هـ ، في رحاب مركز باسهل، حفل وداعي مهيب للشيخ زكريا حفظه الله، بعد ثلاثين عامًا من العطاء المبارك في خدمة القرآن الكريم وأهله.

ثلاثون عامًا… لم تكن مجرد رقم في التقويم، بل كانت عمرًا كاملًا من التضحية والعمل الجاد؛ ثلاثون عامًا أشرقت فيها مصابيح الهداية من بين أنفاس الشيخ، فأنار بها دروب الناشئة، وزرع في القلوب محبة القرآن، حتى أصبح مركز باسهل قبلةً للخير ومصنعًا للحفاظ.

لقد كان الأمس يومًا امتزجت فيه دموع الفراق بفرحة الوفاء؛ دموع الحزن لفقدان معلمٍ ومرشدٍ ووالدٍ روحيٍّ، وابتسامات الفخر برجلٍ نقش اسمه في ذاكرة المسجد، وبصماته ستظل حيّة في صدور من علّمهم وخرّجهم.

بدأ الحفل بتقديم إعلامي من الأستاذ مراد باعيشة، واستُهِلّ الحفل بتلاوةٍ عطرةٍ من كتاب الله الكريم تلاها الطالب منصر أحمد بن يماني، فلامست القلوب وأضفت على المكان سكينةً وإجلالًا.
ثم استمع الحضور إلى حديثٍ شريف، تلاه الطالبان محمد فائز سعيدان وعبدالرزاق أنيس الجابري، ذكّرا فيه بفضل العلم وحملة القرآن.

أعقب ذلك كلمة المعلمين والحفاظ ألقاها الأستاذ عبدالله يمن شراره، عبّر فيها عن مشاعر الشكر والامتنان، وأشاد بما قدّمه الشيخ من دروس وعبر، مؤكدًا أن ما زرعه سيبقى ممتدًّا في الأجيال.

ثم ألقى الأستاذ محمد صبري قصيدة وداعية مؤثرة، سالت معها العيون دموعًا، واستحضر الجميع بها رحلة الشيخ الطويلة في خدمة القرآن.

بعدها قدّم الأستاذ رامي رمضان بن عبد فقرة بعنوان "آثار الشيخ زكريا في سطور"، أضاء من خلالها صفحات مشرقة من تاريخ الشيخ في المسجد.
تلتها كلمة شكر ألقاها المقدّم/ أنور منصور بن يماني التميمي، حيث شكر فيها الشيخ زكريا على تلك الأعوام التي قضاها في بلدة قسم، متمنيًّا له التوفيق والسداد في حياته العلمية والمهنية .
ثم ألقى الطالب سفيان محسن الشتوي كلمة باسم الطلاب، كانت مشبعة بالحب والعرفان، عبّر فيها عن ما في صدور زملائه من مشاعر تجاه شيخهم ومعلّمهم.

أعقب ذلك كلمة لجنة الوقف ألقاها الشيخ هلال سالم مسعود، استعرض فيها أثر الشيخ زكريا البالغ، وكيف كان ركناً راسخًا في حلقات التحفيظ، حاضرًا بعطائه وصوته وابتسامته، وخُتمت الفقرات بالكلمة التوجيهية الوداعية للشيخ زكريا نفسه، التي كانت مؤثرة في نفوس الحاضرين، حيث أوصى أبناءه بالثبات على القرآن، وحمل رسالته جيلاً بعد جيل.

ولأن الوفاء هو تاج المخلصين، فقد تزين الحفل بفقرة التكريم، حيث قُدّمت للشيخ زكريا دروع وهدايا عرفانًا بجميله:
درع من لجنة الوقف ودرع من الحفاظ والمعلمين قدّمه الشيخ هلال سالم مسعود والأستاذ علي عمير سالم، والأستاذ أنيس سالم التميمي، ودرع من طلاب المركز، ليبقى أثر الشيخ في قلوبهم حاضرًا.

تكريم من ملتقى الحفاظ، تثمينًا لدوره في صناعة أجيال قرآنية.

لقد كان هذا الحفل عرسًا للوفاء ودمعةً للفراق، اجتمع فيه طلاب الأمس واليوم، ليقولوا بصوت واحد:
جزاك الله عنّا خير الجزاء، أيها المربّي الفاضل، وبارك في عمرك، وأتمّ عليك نعمته، كما أحسنت تعليم كتابه.

سيبقى اسم الشيخ زكريا منقوشًا في ذاكرة مركز باسهل، محفورًا في قلوب طلابه، ومضيئًا في صفحات الأجيال، وما تركه من إرثٍ قرآني سيظل شاهدًا على رسالته المباركة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

----------------------------------------------
*📸 ~إعلام الحلقات النموذجية بمركز باسهل بمنطقة قسم~🎙️*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق