غداة إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي في، الرابع من مايو 2017 جاء في، منطوق البيان أنه الحامل الوطني للقضية الجنوبية والممثل لكل الجنوبيين قانونيا وسياسيا ووُصِفَ َذلك الإعلان بالتاريخي وتم ملء مقاعد جمعيته الوطنية وهيئته الرئاسية باسماء كثير من الجنوبين دون تفويض او استشارة من أي مواطن جنوبي.
ثم تكرر المشهد ذاته في العشرين من يونيو 2023 عند إعلان المجلس، الوطني الحضرمي الذي لم يدخر وصفا من الأوصاف السابقة إلّا وسارع الى الإتصاف بها فنصّ بيانه التأسيسي على أنه الحامل السياسي لقضية حضرموت وحامي مصالحها والمدافع عن حقها في المشاركة في صياغة القرار السيادي ، وتم تعيين أعضاء وتشكيل هيئاته وأُطره دون الرجوع الى أي مواطن أو مكون حضرمي في الداخل أو الخارج وهو مايثير سؤالا محوريا عن أهلية الحضارم وأحقيتهم في اختيار من يمثلهم ويتحدث باسمهم ويحقق آمالهم وتطلعاتهم حيث استطاعت الأحزاب اليمنية المتهالكة والتي هي جزء من المشكلة في عموم البلاد أساسا وليست جزءا من الحل استطاعت أن تحصر تمثيل حضرموت في عناصرها هي دون غيرهم وفي قياداتها ومن يدور في فلكها في الوقت الذي يعاني الجمع الحضرمي العريض من تجاهل وتهميش لا مبرر له وهو ما جعل المواطن يفقد الأمل في هكذا مجالس وتشكيلات تدور حول نفسها وتعيد انتاج عناصرها من الذين شغلوا مناصب تنفيذية مباشرة أو غير مباشرة أصاب بعضهم وأخطأ أكثرهم مسببا عنتا ومشقة لكثير من مواطني حضرموت.
وبينما يتابع المراقبون هذا التكرار الممل لنفس الوجوه ونفس الأسماء ممن جعلوا تصدر الشأن العام دُولةً بينهم وحكرا على أحزابهم التي تولت السلطة لأكثر من ثلاثين عاما لم ينتج عنها غير الخيبة والفشل وتراجع التنمية وتردي الخدمات وتقاسم المغانم والمناصب والثروات ولعل ماعُرف بكشوفات الإعاشة - إن صحت - أتعس تجلياتها البائسة والمقززة .
لذلك فان الحضارم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى الى رصّ
صفوفهم والإطلالة على العالم بوجوه جديدة و نُخب مثقفة ومسئولة وقبل ذلك تتمتع بالنزاهة والمصداقية لكي يمثلون حضىرموت واهلها خير تمثيل بعيدا عن اختطاف الأحزاب اليمنية والمنتفعين من العهود السلطوية البائدة الذبن يصرون على تصدّر المشهد السياسي والعام لا بل ويحاولون توريثه لابنائهم من بعدهم.
حضرموت التاريخ والحضارة والثقافة والمجتمع المدني المتجانس يأبى أن يتجاهله الآخرون ويتجاوزونه كأنهم أوصياء على قاصرين جهلة .
كما أن ماتشهده حضرموت من اضطراب في كل مناحي الحياة يتطلب عزلا سياسيا لكل من مارسوا السلطة وأدّت ممارساتهم الى مانحن فيه من مآسي وويلات ، لتبرز كوادر وقيادات جديدة نزيهة تسير بالعباد والبلاد الى جادة التنمية والخدمات فحضرموت ولّادة بالمخلصين والأكفاء بعيدا عن المحاصصات الحزبية والقبلية والجهوية ولنا في تجارب الشعوب حول العالم أمثلة كثيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق