في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتزدحم الأيام بالهموم والمسؤوليات، تبقى الطفولة وبراءتها واحةً نقيّة نلوذ بها كلما أثقلتنا قسوة الواقع. فهي المرحلة التي لم تُلوَّثها الحسابات، ولم تُقيدها المصالح، عالمٌ صغير بحجم القلب، لكنه واسع بما يكفي ليعلّمنا أعظم دروس الإنسانية بوصفها المعنى الأصدق للحياة، والمرآة التي تعكس فطرتنا الأولى قبل أن تُرهقها تجارب السنين.
ما أجمل تلك البراءة التي تُختصر الحياة في بساطتها العفوية, إن حدث بها مكروه لا تتذمّر، بل تمضي خفيفة كالنسيم، لا مكان في عالمها للحقد أو الحسد,, براءة طفولية يعيش أبطالها يومهم بيومه، بل ساعتهم بساعتها، لا يُثقِلهم التفكير في الغد ولا تُرهقهم أسئلة المستقبل.
أحاسيسهم مرهفة، وأحاديثهم مشوّقة، وتعاملاتهم محبّبة.
نعم يخطئون ويُخطأ عليهم، دون أن يحملون في قلوبهم ضغينة لأحد, قلوبهم بيضاء، وبكلمة طيّبة تُمحى الإساءة، وبلمسة حنان يعود الصفاء, وإذا ما أحسنتَ إليهم، منحُوك كامل مشاعرهم حبًا واحترامًا وتعلّقًا صادقًا, فيا حبذا لو سكنت فينا تلك الصفات نحن الكبار؛ لنتعلّم منهم فنّ التعامل، ونقتبس من نقائهم صفاء النفس ونقاء القلب .
ختامًا.. تظل براءة الطفولة لغة الحياة الأصدق، ومرآة النقاء التي تذكّرنا بأن الإنسان يولد بسيطًا، جميلًا، وقادرًا على أن يحيا بقلبٍ أبيض مهما اشتدّ ضجيج العالم من حوله..
دمتم في رعاية الله...







ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق