بقلم / نجيب الداعري .. العليمي في مواجهة إرادة جنوبية لا تُهزم - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 27 ديسمبر 2025

بقلم / نجيب الداعري .. العليمي في مواجهة إرادة جنوبية لا تُهزم

في خضم التحولات المتسارعة التي تشهدها البلاد، ومع ما حققته القوات الجنوبية من تقدم ملموس في محافظتي حضرموت والمهرة، ضمن معركتها المستمرة ضد الجماعات المتطرفة وبسط الأمن، برزت مواقف سياسية تعكس حالة ارتباك واضحة لدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الذي اختار مجدداً الرهان على خيارات لا تنسجم مع الواقع على الأرض ولا مع تطلعات أبناء الجنوب.

طلب العليمي من تحالف دعم الشرعية التدخل العسكري بذريعة حماية المدنيين في حضرموت، في توقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأن التحركات الجنوبية جاءت في إطار استعادة السيطرة وتعزيز الاستقرار، لا خلق الفوضى. هذا السلوك يعكس فهماً قاصراً لطبيعة المرحلة، ومحاولة مكشوفة لإرباك المشهد الجنوبي بعد أن أثبتت القوات الجنوبية قدرتها على فرض الأمن وحماية الأرض.

لقد راهن العليمي خلال الفترات الماضية على سياسة التجويع والضغط الاقتصادي، من خلال تعطيل صرف المرتبات وتجاهل تردي الخدمات في المحافظات المحررة، ظناً منه أن ذلك قد يُضعف الحاضنة الشعبية الجنوبية أو يدفعها للتراجع عن مطالبها العادلة، غير أن هذا الرهان سقط أمام صمود الشارع الجنوبي وتماسكه.

وما يثير القلق في هذا المسار،
 أن أي تصعيد عسكري ضد الجنوب لا يهدد الجنوبيين وحدهم، بل يفتح الباب أمام تداعيات إنسانية واجتماعية خطيرة، تطال مئات الآلاف من النازحين القادمين من المحافظات الشمالية والمقيمين في الجنوب، والذين وجدوا فيه ملاذاً آمناً من ويلات الحرب. فهل فكر العليمي في مصير هؤلاء؟ أم أن الحسابات السياسية الضيقة غلبت على أي اعتبار إنساني؟

إن الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم ليست كما كانت في السابق، فقد تشكل وعي جمعي جنوبي راسخ، وتحوّلت قضية استعادة الدولة إلى قناعة متجذرة في وجدان الناس، صغاراً وكباراً. وما يشهده العالم من زخم سياسي وشعبي حول قضية الجنوب ليس دعاية عابرة، بل انعكاس لإرادة شعبية لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.

ختاماً، فإن الأولى برشاد العليمي أن يوجّه بوصلته نحو المعركة الحقيقية، معركة استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثي، بدلاً من استنزاف الجهود في صراعات جانبية، ومحاولات فاشلة للنيل من الجنوب وإرادته. فما تقوم به القوات الجنوبية اليوم هو دفاع مشروع عن الأرض والحقوق، وبسط للنفوذ على تراب جنوبي خالص، شاء من شاء وأبى من أبى.

        وللحديث بقية…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق