خاص - حوارات
حاورة | عبدالله باصهي
ما قرائتك للمشهد الجنوبي بعد دعوات اوروبية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي؟
تواصل الاتحاد الاوروبي مسألة طبيعية لتحركات عضو المجلس الانتقالي الاستاذ لطفي شطار خلال شهر مايو الماضي، كما يجدر في هذا السياق أن منظمات حقوقية جنوبية تعمل جهد واسع في العواصم الأوروبية، كما أن التطور الميداني فرض انفتاح ملحوظ من سفراء فرنسا وبريطانيا بلقاءات مع نشطاء جنوبيين، وعلى الرغم من ذلك فمازال الجنوب في بداية الطريق للانتقال بالقضية إلى مصاف القضايا الاساسية في الشرق الأوسط.
* هل هناك بوادر حل سياسي لانفراج الوضع في اليمن بعد أن انهكته الحرب الدائرة وتعنت الانقلابيين؟
يجب أن يكون هناك دائماً آمال على انفراجات سياسية ممكنة، من الخطأ بث روح استمرار الحال حتى وأن تعنتت كافة أطراف النزاع المطلوب هو البحث المستمر عن معالجات لأزمة اليمن التي يدفع ثمنها الشعب ويزيد من المعاناة الانسانية، هناك حديث عن مبادرة فرنسية جديدة تقوم عليها الخارجية الفرنسية وتم إطلاع المبعوث الأممي ولد الشيخ على بنودها وقد بدأ أول جولاته الأخيرة بلقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومن المنتظر أن نرى حراكاً سياسياً حول المبادرة.
* ما وجهة نظركم في تأخر الحسم العسكري ميدانياً ومن المستفيد من اطالة امد المعركة ؟
للأسف برغم الدعم السخي مادياً ومعنوياً راهنت القوى السياسية على موقفها من نتائج مؤتمر الحوار وظلت متشددة على المحاصصة السياسية لذلك فشلت القوى العسكرية برغم التجهيزات في تحقيق انتصارات ميدانية فغياب الحل السياسي المستقبلي أسهم في تأخير الحسم العسكري، ومن المطلوب دائماً أن يراجع حزب الإصلاح بشكل رئيسي مواقفه ويدرك أنه خسر حربه في صنعاء أثناء الانقلاب في سبتمبر 2014م ولم تستطع مخرجات الحوار أن تحقق للحزب مكتسب سياسي.
* كيف قرائتم جولة الزبيدي الخليجية والعربية وهل بداء الانتقالي يجني ثمارها ؟
مازلت أطالب قيادة المجلس الجنوبي ببذل المزيد من الزيارات للدول الخليجية والعربية وعليهم أن يقدموا خطاب مختلف عن الشعارات الشعبية وأن يخاطب الإقليم العربي أولاً من باب المصالح المشتركة سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، وعليهم أن يتحملوا في إطار الدفع بالقضية الجنوبية إلى مساحات جديدة في التعاطي مع كيانات تبحث عن استقرار وتنمية وكيف يمكن أن يكون الجنوب مساهماً في هذا الأفق.
* شبة انعدام خدمة الكهرباء في العاصمة عدن مع وجود إقامة دولة رئيس الوزراء لحكومة الشرعية ؛ هل تنذر بغليان شعبي والعودة إلى المربع الأول عبر الميادين ؟
بالمقارنة بين وضع الخدمات في عدن ووضعها في مأرب نكتشف أن ما يحدث في عدن كان ومازال وسيبقى هو مقايضة بين توفير الخدمات والقرار السياسي الذين تحاول بعض القوى الحزبية المساومة عليه، ولعل التطورات المتوالية من 27 ابريل بإسقاط المحافظ السابق عيدروس الزبيدي تكشف أنها شكلت الفعل السياسي في 4 مايو بإعلان عدن التاريخي وذهبت إلى تطورات أبعد في مداها، وهنا يكمن السؤال إن كانت الشرعية قد أدركت أنها استفزت الشارع الجنوبي أو أنها لم تدرك بعد مدى ما وصلت إليه الأمور بعد مليونية 7 يوليو وما قدمته من إطارات تضع كل القوى السياسية المتصارعة في موقف صعب نتيجة تعطيل الحياة في المناطق المحررة فالنتيجة أن الناس تحررت من كل القيود.
*إذا لم تلح أي حلول أو بوادر في الأفق هل سيستمر التحالف العربي في معركته لاستعادة الشرعية ؟
التحالف العربي لديه أهداف واضحة ومكشوفة تتمثل بإعادة المؤسسة السياسية الشرعية إلى صنعاء وتجريد المليشيات الحوثية من أسلحتها التي هددت أمن واستقرار المنطقة عبر الاستقواء بإيران، وعلى ذلك فأن التحالف بالتأكيد لن يتوقف حتى يستعيد العاصمة صنعاء ويعيد الرئيس هادي للعاصمة صنعاء، وتبقى كل الحلول مفتوحة بما فيها الحلول السياسية .
*في حالة تعثر حكومة بن دغر في معالحة وضع الخدمات في المناطق الجنوبيه المحرره هل سينفذ المجلس الإنتقالي الجنوبي وعوده باستلام ملف الخدمات وبالتنسيق مع التحالف العربي؟
لا أعرف مدى التنسيق مع التحالف العربي في هذا الجزء مما ورد في بيان 7 يوليو ولكن في كل الأحوال أمام المجلس الجنوبي مرحلة تسبق التعامل مع إدارة ملف الخدمات فبناء الهياكل التنظيمية للمجلس هو الخطوة التي ستجعل من المجلس متماسكاً وقوياً عند إدارته للملف السياسي الذي يجب أن يحظى بالأولوية أما الخدمات تبقى مرحلة تالية لها إطارها في ظل شكل سياسي للدولة وهيكل مؤسساتها الوطنية.
* ماهي انطباعاتك عن جمود المؤتمر الحضرمي الجامع وماتفسيرك لحالة الركود بعد ما اصبح مرجعية لحضرموت؟
مؤتمر حضرموت الجامع كان الفعل السياسي الأهم منذ 1967م ولذلك كانت ارتدادات مخرجاته كبيرة فإسقاط محافظ عدن ثم إعلان المجلس الجنوبي وإسقاط محافظي حضرموت وشبوة والمهرة والتصعيد المقابل من المجلس الانتقالي في 7 يوليو كلها تأتي في سياق واحد وهي مخرجات المؤتمر الحضرمي الذي حدد بشكل قاطع مسارات سياسية ظلت عالقة ليس بسبب الاقاليم المقترحة بل أبعد من ذلك فعندما حددت حضرموت إطارها الخاص كان لابد وأن تكون هذه التفاعلات المختلفة حتى وإن كانت حادة كما نراقبها، لذلك الجمود ليس خطأ بحد ذاته بل نحن بحاجة إلى انتظار ما يمكن أن تذهب إليه الأمور ثم يقرر المؤتمر الحضرمي الخطوة التالية، وهذا يتعلق بالحل السياسي للأزمة اليمنية.
* علمنا أنكم رئيس حملة انقذو حضرموت هل اطلعتنا عنها وأهدافها وماذا انجزتم من خلالها خدمة للشأن الحضرمي أن صح التعبير ؟
أطلقنا الحملة بعد إعصار تشابالا وهي حملة ذاتية تعتمد على إيصال معاناة حضرموت، وقد حظينا باهتمام من قبل مركز الملك سلمان للخدمات الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي وتم التنسيق مباشرة مع المحافظ السابق بن بريك لتوفير احتياجات حضرموت من المساعدات العاجلة، لكن المرحلة الأهم كانت مواجهة المتطرفين الذين كانوا يستولون على ساحل حضرموت، فلقد كانت مرحلة أكثر أهمية بحيث أبقينا أسم حضرموت حاضراً إعلامياً حتى تم تحرير الساحل ومازالت الأمور كما هي حتى تحرير الوادي، وفي النهاية هي جهد ذاتي يعتمد على الإعلام والانتشار وإشعار المجتمع العربي بما تعانيه حضرموت من أحوال معيشية وأمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق