مقال ل : رامي الردفاني " وهم الكتابة " - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأحد، 6 أغسطس 2017

مقال ل : رامي الردفاني " وهم الكتابة "

بقلم/رامي محمد الردفاني

كثيرآ مانجد الاعذار  التي يمكنها أن تبرر فشلنا في تحقيق حلم من احلامنا ونصدقها ، ونأمل ان يأتي اليوم الذي تتهيأ لنا فيه الظروف، وتنمحي كل المصاعب أحلامنا واهدافنا .

الكتابة هي احد أحلامنا الكثيرة التي تظل تدغدغ خيالنا والمجال الذي يظن العديد منا أنهم قادرون على الإبداع فيه، لكن الحياة وملأبساتها تقف حاجزآ وظروف الزمان والمكان تعمل على عرقلتنا وتجرنا إلى الاستسلام، يظل الهاجس والحلم بداخلنا ونظن أنه بإمكاننا أن نكتب ونقول للعالم، قد يكون ذالك حقيقيآ فلا أحد يستطيع أن يحكم  أو يقيم إمكاناتنا وأفكارنا وقدرتنا على الابداع.

لكن لسائل ان يسأل: لماذا كتب الآخرون وأبدعوا وكتب غيرهم واختلف الناس حولهم وظللنا نحن نعيش الوهم؟ هل العراقيل والصعوبات سلبتنا فعلآ حقنا في الكتابة؟  أم ان الكتابة عمل إبداعي بعيد عن متناول إمكاناتنا؟ أعتقد أن المحاولة هي وحدها الكفيلة بالإجابة عن ذالك.

لكن لماذا نحب أن نكتب ؟ ولماذا يعشعش هذا الوهم في مخيلة الكثيرين دون أن يتمكنوا من تحويلة إلى حقيقة؟ هناك اسباب كثيرة للكتابة لكني هنا أتحدث عن المحاولة السياسية والفكرية والدافع الغريزي الفردي الذي يشعرنا بواجب الكتابة وبأهمية مانكتبة؟ أعتقد أن أهم أسباب تعلقنا بهذا الوهم هو ميلنا الطبيعي إلى الخلود واعتقادنا بامتلاك الحقيقة .

أن الكتابة تدوين لغوي لأفكار وآراء واحاسيس ومشاهد سياسية وغيرها من الاشياء التي تعتمل في نفوسنا فنخرجها في شكل لغوي، وهذا الخروج قد يكون عفويآ في حال الكلام _ أو هو يبدو كذلك _ لكنه اكثر تنظيمآ واهدافه اكثر وضوحآ  في حال الكتابة، وهو في هذه الحال ايضآ أكثر اختراقآ لحاجزي الزمان والمكان ، فما كتب منذ قرون مازال صداه الفكري وسياسي يتردد الى اليوم وما زالت نصوصه تدرس ويبحث فيها إلى الآن.

أن رؤيتنا للعالم والتي تبدو لنا منطقية أكثر من غيرها وتحمل في طياتها جزءآ من الحقيقة ليس لها وجود فعلي إذا لم نأخذ شكلآ لغويآ ولم تصل إلى اذهان الأخرين ، وهي ايضآ لن تكون منطقية ولا معبرة عن الحقيقة إلا إذا اعترف بذلك الاخرون تأتي الأجابة عن سؤال مهم ايضاً وهو لمن نكتب؟

اعتقد أن السؤال لا يحتمل أكثر من شقين من الإجابة ، فنحن اما إما أننا نكتب لأنفسنا أو نكتب لغيرنا.

طبعآ لا يمكن أن انفي الداوفع النفسية والفكرية والسياسية والاجتماعية التي تدفع الكاتب الى ممارسة هذا الفعل _ دون التفكير في الأخر _ فالكتابة عمل إبداعي مميز يتحرر من خلاله المبدع من كل القيود ليصير كائناً حراً مثقلاً حيث يريد ، متجولاً عبر الأزمنة معبراً عن مواقفه وأرائه بالشكل الذي اختاره ، لكن وظيفة التواصل مهمة جداً هذا الفعل الأدبي  .

لايمكن أن نكون مبدعين ومفكرين وسياسين دون إن نكتب او نساهم بطريقة معينة في مجال مجالات الثقافة وفنونها المتعددة او العلوم السياسية واختصاصاتها المختلفة ، فذالك ضرب من ضروب الوهم كما لا يمكن أن نكون _ نحنا الجنوبين _ الافضل في هذة المجالات فقط لاننا كنا يوماً ما كذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق