بقلم/ نائف المزاحمي
كاتب وناشط جنوبي
في بلد مثل اليمن تحت وطأة البند السابع وتعيش حالة حرب متعددة الأطراف تصبح مسألة التنسيق المسبق في الأمور المصيرية أمر لا بد منة .
شواهد كثيرة رافقت المساران السياسي والعسكري بينت أن كلا المساران المتحكم الرئيسي بهما هو المخرج الخارجي سوءاً كان من خلال رسم السيناريو أو من حيث إختيار الجهات الداخلة في التنفيذ.
لقد بات واضح للجميع بأن الذي وضع الخطوط الحمراء أمام ميليشيات مران في بداية الحرب من أن تطال من الرئيس عبدربة منصور هادي في القصر الرئاسي واخرجتة سليماً و اوصلته إلى عدن ومن بعده بحاح والصبيحي، وكذلك من قررت طي صفحة المخلوع عفاش بقرار سياسي لتتساقط من حولة كل اسوارة وحصونه من عتاد عسكري وحرس جمهوري ليصبح لقمه ابتلعت بسهولة ويسر ، هي نفسها من حالت دون تمكين المقاومة الجنوبية والمجلس الإنتقالي من حسم التصعيد عسكرياً وحسمها سياسياً و وضع الحكومة رهينة لحين تنفيذ نتائج الحسم السياسي.
من خلال تلك الشواهد يتبين إن مسار الحل الرئيسي يكمن في المسار السياسي الخارجي بينما يلجأ صُناع القرار وأصحاب الوصاية في حالة إنسداد أُفق المسار السياسي للإستعانة بالمسار العسكري لإزاحة المعوقات لتوضيب وتهيئة الملعب لإكمال مسار الحل السياسي وصولاً باليمن جنوباً وشمالاً إلى بر الأمان.
يتبين من خلال الرصد لواقع المشهد اليمني المتعدد الأطراف الداخلة في واقع الأزمة وطبيعة دورها ومدى اهميتة يكشف من هي الجهات او الأطراف او الأشخاص التى تمثل أدوات للمرحلة و وقودها ومن هي الكيانات التي تمثل اللاعب والشريك الإستراتيجي للأطراف الإقليمية والدولية .
كيف تحول الجنوب من ساحة للصراع وأدوات ووقود للحرب إلى لاعب وشريك إساسي في الحل ؟
عندما دخلت اليمن جنوبها وشمالها تحت الوصاية الخارجية وانطلقت عجلة مسار الحل السياسي ثم العسكري كانت القوى الخارجية تنظر للحراك على انة جزءاً من المشكلة بسبب حالة الإنقسام والتشظي وكثرة الهيئات وتعددها ومارافقها من ضعف في الخطاب السياسي كل تلك الاسباب اعاقت تسويق الحراك الجنوبي خارجياً عندها تحول الجميع الى أدوات ووقود للمسار السياسي والعسكري بشكل عام.
وعندما استطاعت المقاومة الجنوبية تحقيق الإنتصارات على قوى التمرد ومحاربة القاعدة بدأ الخارج يقتنع بأهمية بناء شراكة عسكرية مشتركة مع الجنوب فكانت النتيجة فتح جبهة باب المندب والساحل الغربي عندها استطاع الجنوب تحقيق إنتصاراته بقيادة اللواء هيثم قاسم طاهر وبجانبة كثير من القيادات والرجال المقاتلين الأشاوس وهناك على مشارف باب المندب تخلق مشروع الشراكة العسكرية مع المجتمع الإقليمي والدولي هذه الإنتصارات هي من عجلت عبر التفويض الشعبي في ميلاد المجلس الإنتقالي الجنوبي ككيان سياسي فرضته حاجة المرحلة لخلق شراكة سياسية جنوبية مع المجتمع الإقليمي والدولي، فمن على منبر قناة الحرة الأمريكية تم إعلان بداية إنطﻷق المشروع السياسي على لسان القائد عيدروس الزبيدي في المقابلة الصحفية بعد إعلان المجلس بأيام فقد مثل محتوى ما دار في المقابلة بمثابة ميثاق شرف وبرنامج سياسي إستراتيجي للجنوب مع القوى الإقليمية والدولية عندها بدأ صناع القرار التعامل مع الجنوب على انة جزءاً من الحل.
عندما إغتيل عفاش تنفس الإخوان الصعداء لإعتقادهم بأن من كان يعيق مشروعهم قد أنتهى وبأن الساحة قد فضت أمامهم وحقيقة الأمر أن الغرور قد أعمي بصيرتهم فقد ولد لديهم انطباع بأنهم قد أصبحوا الوحيد الأوحد في الساحة وأن مايحول دون تنفيذ مشروعهم سواء خطوات قد تم الأعداد لها مسبقاً عبر ادواتهم المحنطة في الجنوب والشمال لفرض أمر واقع يتم تمريره على كل الأطراف داخلياً وخارجياً.
لم يكن التصعيد الأخير في عدن بمعزل عما يدور من جهود ومساعي دبلوماسية على المستوى الإقليمي والدولي فالتصعيد متزامن مع مساعي وتحركات اقليمية ودولية بذلت بعد مقتل عفاش مباشرة أبرزها تحركات وزير الخارجية البريطاني لكلا من الولايات المتحدة الأمريكية ثم روسيا وبعدها فرنسا وكذلك لقاء جمعه بالإمارات وقطر، وآخر بالإمارات وإيران وقطر ، وآخرها لقائة مع المملكة العربية السعودية والإمارات.
يبدو إن استدعاء المملكة العربية السعودية والإمارات لأمين عام التجمع اليمني للإصلاح إلى الرياض بعد الجهود الدبلوماسية الخارجية يمثل رفع غطاء وكرت أحمر ويعد بمثابة بدأية لتدشين العد التنازلي لطي صفحة حكومة الفساد ومن خلفهم، والتي لطالما عبثت بالبلد ونهبت وطقت وتسببت في كل مايحصل للمواطن من ويلات بل وضلت ومازالت القوى الرئيسية المعيقة لتمكين اليمن جنوبة وشمالة وشركائهم إقليمياً ودولياً للخروج من نفق الحرب والصراع، وما تصريح الأخير عبر مطابخهم الإعلامية من خلال إدانه كل الأعمال الإرهابية ونبذ التطرف وِِِِمغازلة المجلس الإنتقالي يأتي في إطار محاولة ميؤس منها لتخدير واستمالة القوى الإقليمية والدولية والجنوبية الغرض منها خلق قناعات أخرى لكن الظاهر أن الكل قد حسم مسألة طي صفحة الفساد والتطرف وتجفيف منابعة السياسية وهذا ماحصل من خلال سيناريو التصعيد في عدن.
يرتكز مشروع الإخوان سياسياً و عسكرياً على حكومة الفساد وسيطرتها على القرار السياسي لشرعية الرئيس عبدربة منصور هادي وكذلك على الألوية الرئاسية ببعدها العقائدي والمناطقي وعلى الجيش المحنط في تباب مأرب وتعز ويرتكز على امتدادة الخارجي الإستراتيجي على الدعم اللامحدود لحكومة قطر وتركيا، ويستغل التعاطف المرحلي للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمنتهية مؤخراً.
لم تكن نتائج لقاء اليدومي بالجانب السعودي والاماراتي وحدها هي من آثارت حفيظة الإخوان فظهور طارق عفاش مع التحالف في عدن كان لة بالغ الأثر كيف لا فقد فوت إمكانية إنفراد الإصلاح في مشروع شراكة مع التحالف العربي .
جن جنون الاخوان امام احداث لم تكن بحسبانهم وامام ذلك حركت مكينة الإعلام لتنسج من إستضافة التحالف العربي لطارق في مقرهم في عدن فرصة لازاحة كابوس البديل عبر بوابة الدفع بالحراك الجنوبي في الواجهة لمعرفتهم مسبقآ من ان ردة الفعل ستولد موجة من الغضب تكون كفيلة في احداث تصعيد يربك المشهد وينتج واقع يعطي للاخوان فرصة تتسنى من خلالها إعادة إنتاجها وانفرادها في صدارة المشهد السياسي والعسكري لكن اتت الرياح بما لاتشتهي السفن فالتصعيد الذي تبناة المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية لم يذهب حيثما تم التخطيط لة من قبل الإخوان ، التي كانت تحلم ان تمثل لها طوق نجاة تحولت إلى سهام قاتلة اولهما توجة صوب رأس حكومة الفساد وثانيهما تأييد المجلس الانتقالي وتعاونهم مع توجة الإمارات مساعدة طارق عفاش في المقاومة الشمالية من خارج اطار المناطق الجنوبية.
هل تحقق الهدف من التصعيد؟
وهل المجلس الانتقالي لاعب رئيسي ام أداة بيد الخارج؟
---------------------
عندما يحدد المجلس الإنتقالي والمقاومة الجنوبية سقف زمني محدد يلزم حكومة الفساد بالرحيل مثل هكذا تصعيد في بلد تحت الوصاية الخارجية ان لم يكن مدروس ومعد لة مسبقآ تصبح مسألة تبنية مغامرة خطيرة جدآ قد تعصف بالمجلس وتهدد استمرار بقائة ، لكن اتضح من خلال نتائج التصعيد الإمكانيات السياسية والدهاء والحكمة التي يتمتع فيها رموز الانتقالي فالتصعيد واختيار الزمان والمكان يعد بمثابة ضربة معلم تزيد من رصيد الانتقالي وتعزز مكانتة محليآ واقليميآ ودوليآ ..
لقد اثبتت نتائج التصعيد الدور المحوري الذي يناط بالانتقالي فقد تبين من ان وجودة ودورة لايقتصر على تبنية القضية الجنوبية فقط اي ان وجودة لايمثل مجرد الهبوط الآمن للاستحقاق الجنوبي لكن ضروريات المرحلة قد فرضت ان يكون لة دور محوري في اطار المسار العام للمشهد السياسي اي ان دورة يعد بمثابة الهبوط الآمن للاستحقاق الخليجي والاقليمي وكذلك الهبوط الآمن للسيناريو المعد من قبل اصحاب الوصاية وصناع القرار.
لقد انتصر المجلس الانتقالي للجنوب من خلال اعتراف التحالف العربي والدولي بانة كيان سياسي حامل للقضية الجنوبية وممثل لها ، والانتصار الآخر عندما افشل مشروع الصراع المناطقي الذي كان يراهن علية اعداء الجنوب ' والانتصار الأهم عندما اثبت بحنكتة من ان الجنوب اصبح قادر ان يسيطر على عواطفة وانفعالاتة وقد اثبت ذلك عندما اصبحت حكومة الفساد في وكرها امام قوات الانتقالي غاب قوسين او ادنى على الرغم من امتلاكة القدرة على الحسم العسكري لكنة يدرك ان الهدف السياسي قد تحقق وهذا تسويق يعزز مكانة ودور وشراكة الجنوب مع التحالف والمجتمع الاقليمي والدولي .
لم يكن الحراك والمجلس الانتقالي والمقاومة وحدهم من استفاد من نتائج التصعيد فحكومة الفساد والالوية الحامية لها قد طوقت الرئيس هادي وسلبتة القدرة على اتخاذ القرار السياسي بإستثناء القرارات التي تتواكب مع توجة عصابة الفساد وبالتالي فالتصعيد الذي تبناة الانتقالي مثل طوق نجاة وهبوط امن لعودة شرعية الرئيس عبدربة منصور هادي لإكمال المسار السياسي نحو الطريق الصحيح. كما ان نتائج التصعيد لم تخرج عن التوافقات الناتجة عن حراك خارجي اطرافة اقليمية ودولية وبالتالي فان نتائج التصعيد قد وضعت المجلس الانتقالي وما انتزعة من انتصارات سياسية وعسكرية في الواجهة كلاعب وشريك رئيسي مع القوى الاقليمية والدولية وبالتالي تم اخضاع مسألة تنفيذ كل ماتم تحقيقة من انتصارات والتزامات واقعة في اطار مسار وسيناريو يشرف على تنفيذة صناع القرار واصحاب الوصاية الخارجية واعتقد ان قرار رئيس الجمهورية الأخير القاضي بإقالة واستبدال محافظ البنك المركزي الممون الرئيسي لحكومة الفساد خطوة اولى وضربة معلم تمثل بداية الطريق لقلع حكومة الفساد بشكل سلس التزامآ من الرئيس والتحالف والمجتمع الدولي لتنفيذ نتائج التصعيد الأخير في العاصمة الابدية للجنوب
وللحديث بقية....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق