المنامة - وكالات :
أدلى مواطنو البحرين بأصواتهم يوم السبت في انتخابات برلمانية حُرمت جماعات المعارضة من المشاركة فيها وسط حملة على المعارضة في المملكة المتحالفة مع الغرب.
جسر الشيخ عيسي الذي يربط الحي الدبلوماسي في المنامة عاصمة البحرين بمنطقة المحرق في صورة التقطت يوم 11 نوفمبر تشرين الثاني 2018. تصوير حمد محمد - رويترز.
ودعا نشطاء إلى مقاطعة الانتخابات وقالوا إنها ”مسرحية“. وتقول الحكومة إن الانتخابات ديمقراطية وأشارت إلى أن نسبة المشاركة فيها بلغت 67 في المئة.
وأحكمت عائلة آل خليفة السنية الحاكمة في البحرين السيطرة على المعارضة منذ أن قامت المعارضة الشيعية بانتفاضة فاشلة عام 2011. وأرسلت السعودية قوات للمساعدة في سحق الاضطرابات في مؤشر على القلق من أن يلهم أي تنازل تقدمه البحرين لتقاسم السلطة الأقلية الشيعية في السعودية.
وتعتبر السعودية أن البحرين المجاورة لها والمكونة من عدة جزر ولا تمتلك ثروة نفطية هائلة مثل دول الخليج الأخرى حليفة مهمة في حروبها بالوكالة مع إيران في الشرق الأوسط.
وحلت البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، جماعات المعارضة الرئيسية ومنعت أعضاءها من خوض الانتخابات وحاكمت عشرات الأشخاص، وصفتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بالنشطاء، في محاكمات جماعية.
وقال سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره في بريطانيا، إن من الواضح أن هيئات تشريعية من الدول الديمقراطية الرائدة في العالم تعتقد أن الانتخابات في البحرين تفتقر إلى الشرعية إذ لا يمكنك ببساطة أن ”تسحق وتعذب وتسجن“ المعارضة بأكملها وتدعو إلى ”انتخابات زائفة“ ثم تطالب باحترام المجتمع الدولي.
وقالت الحكومة إن 506 مرشحين يخوضون الانتخابات، من بينهم 137 يتنافسون على مقاعد المجالس البلدية، مع مشاركة أكبر عدد من المرشحات.
وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن التصويت استمر لمدة 12 ساعة في 54 مركز اقتراع قبل انتهائه في الساعة الثامنة مساء (1700 بتوقيت جرينتش).
وقال الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل البحريني إن نسبة الإقبال بلغت 67 في المئة بما يتجاوز الانتخابات التي جرت في 2014 عندما قاطعت المعارضة الانتخابات. ولم يوضح الشيخ خالد موعد إعلان النتائج.
ويسعى 23 فقط من أصل 40 من أعضاء مجلس النواب إلى إعادة انتخابهم هذا العام في البرلمان الذي لا يتمتع سوى بسلطات محدودة.
ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى تجنب الشائعات والاعتماد على ”مصادر موثوقة“ في المعلومات.
وكتبت الوزارة في تغريدة على تويتر ”ما يتم تداوله من رسائل نصية تدعوك لعدم الذهاب لمركز الانتخاب بزعم أن اسمك محذوف أمر غير صحيح“.
واتهمت الوزارة إيران بإرسال تلك الرسائل وقالت ”إيران مصدر 40 ألف رسالة الكترونية استهدفت التأثير سلبا على العملية الانتخابية“.
* البحرين تشجعت
يقول كثيرون من الشيعة في البحرين إنهم محرومون من الوظائف والخدمات الحكومية ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في البلاد البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.
وتنفي السلطات هذه الانتقادات وتتهم إيران بتشجيع الاضطرابات التي شهدت اشتباك المتظاهرين مع قوات الأمن التي استهدفتها عدة هجمات بالقنابل. وتنفي طهران هذه الاتهامات.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان إن المنامة تتقاعس في توفير الظروف اللازمة لإجراء انتخابات حرة عن طريق ”سجن أو إسكات الأشخاص الذين يتحدون العائلة الحاكمة“ فضلا عن حظر جميع أحزاب المعارضة.
وقال أحد زعماء جماعة الوفاق المعارضة المنحلة إن صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شجع سلطات البحرين في قمعها للمعارضة، الذي شمل تجريد عشرات النشطاء من جنسيتهم.
وأضاف علي الأسود، الذي يعيش في منفى اختياري في لندن وقد حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد، لرويترز إن السلطات ما كان لها أن تمضي في كل هذا القمع دون دعم قوي من الحكومة السعودية. وأضاف أن ولي العهد السعودي لا يستمع إلا للمتعنتين في العائلة الحاكمة في البحرين.
ويقول معارضو الحكومة إن مساحة التعبير السياسي أخذت في التقلص في الفترة التي سبقت الانتخابات. وقال نشطاء إن عددا من النشطاء بينهم نائب سابق اعتقلوا الأسبوع الماضي بسبب دعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات على تويتر.
وقالت متحدثة حكومية إن السلطات لا تمنع أحدا من التعبير عن آرائه السياسية وإن البحرين تضم 16 جمعية سياسية وإن غالبيتها قدمت مرشحين للانتخابات المقبلة، مشيرة إلى أن الحكومة تدعم بشكل كامل الحوار السياسي المنفتح والشامل.
وتأمل بعض شخصيات المعارضة في أن يؤدي الاحتجاج على مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في اسطنبول الشهر الماضي إلى تقوية الأصوات الأكثر اعتدالا في المنطقة بمن فيهم أفراد العائلة الحاكمة في البحرين المستعدون للحوار مع المعارضة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق