بقلم / عبدالمنعم الرشيدي "عذراً أيها الوطن الموحد" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأحد، 26 يناير 2020

بقلم / عبدالمنعم الرشيدي "عذراً أيها الوطن الموحد"

                                                                من مننا لم يحلم ذات يوم أن يكون منتمياً إلى وطنٍ واحد وموحد وقوي يتساوى فيه كل أبنائه في الحقوق والواجبات وفي الثروة والسلطة ، وطنٌ يسود فيه العدل والمساواة ، وطن يحتكم كل أبنائه إلى سلطة القانون لا إلى عُرف القبيلي ، وطن آمن ومستقر يستظل بظله الجميع ، وطن  ديمقراطي تحكمه سلطة منتخبة يتداول فيه الحكام سلطتهم بالطرق السلمية .
نعم أنه الوطن اليمني الموحد الذي حلمنا به كثيراً ورفعنا شعاره عالياً ، ولكن للأسف ، تبخر حلمنا وبات سراباً وصار الوطن الواحد أكذوبة القرن .
  فلا تلومونا اليوم أن كفرنا بالوحدة وبالوطن الموحد الذي حلمنا به ، ولا تلوموننا اليوم أن رفعنا شعار فك الارتباط وحملنا السلاح من أجل استعادة الدولة الجنوبية ووطننا المسلوب .
فاللوم يقع على من قتل هذا الحلم ، على من أراد أن يجعلنا عبيداً ومواطنين من الدرجة الرابعة ، اللوم على من أستباح الأرض والعرض وجعل من الوحدة شعار للفيد والكسب الحرام وغير المشروع ، اللوم على من أراد أن يحكمنا بالحديد والنار ويجعلنا تحت وطأة أقدام جيوشه الغازية ، اللوم على من أفتى بتكفيرنا وجواز قتلنا واستباحة أرضنا وأعراضنا .
عذراً أيها الوطن اليمني الكبير ، لقد أهانوك السفهاء ، ولا مجال أمامنا اليوم غير العودة إلى عهدنا السابق لنستعيد عزتنا وكرامتنا التي داسوا عليها برابرة العصر تحت شعار الوحدة أو الموت .
فلن نقبل أن نعيش في ما تبقى من أعمارنا أذلاء مهانين ، ولن نسمح أن يورث أبنائنا وأحفادنا وطناً مسلوباً ويعيشوا حياة العبيد المتسولين على أبواب قصور المشائخ وسرايا سادة العصر .
عبدالمنعم الرشيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق