بقلم / ناصر بامندود " إفتقدك كثيراً يا فارس الإعلام اليمني " - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الثلاثاء، 14 أبريل 2020

بقلم / ناصر بامندود " إفتقدك كثيراً يا فارس الإعلام اليمني "

مع أقتراب الشهر الفضيل، وإزدحام القنوات التلفزيونية بالإعلانات لعشرات المسلسلات والبرامج التافهة التي لا تليق بمكانة " شهر القرآن "، وبالمأساة التي تعانيها البشرية جمعاء من جائحة كورونا، فما أحوجنا إلى التقرب أكثر من خالقنا .. على وجود قلة من تلك الإعلانات لبرامج نافعة ومفيدة، يغيب عنا " يحيى علاو " - رحمه الله - الفارس الذي ترجل عن جواده قبل عقد من عامنا هذا، من كان يطل علينا كل رمضان عبر برنامجه الشهير " فرسان الميدان " .

يحيى علاو أحد ملامح طفولتنا الجميلة ، ورمضان زمان، من أحبه الملايين، وعشقه البسطاء ، من يترحم عليه الجنوب قبل الشمال.. من علمنا أن يكون الإعلامي صاحب " علم ، وفكر ، وثقافة " .. ومن علمنا أن الإعلام هو أقوى أداة - بعد التعليم- لتوعية الشعوب، وتفقيههم في أمور دينهم، وتثقيفهم في شتى مجالات حياتهم، علاو الذي أضحى رمزاً من أهم الرموز الإعلامية المحترمة والهادفة في تاريخ الإعلام اليمني .

وشخصياً له مكانة خاصة عندي فهو من أعطاني " القدوة " الأولى في الإعلام ، من كنت في طفولتي لا أفوت له أي حلقه من حلقاته، ففي كل يوم كنت أنتظره بكل بشغف وترقب ، من جعلني أتعلم وأستفيد، وأضحك وأبتسم في ذات الوقت!

يحيى علاو لربما خطيئتك الوحيدة أنك كنت نموذجاً مثالياً فجعلتني أعتقد بأن هكذا هو الإعلام وهكذا هم الإعلاميين!
يا يحيى يا من أخذت الكتاب بقوة، وأتيت النجاح في الإعلام صبياً.. في زماننا هذا لا قيمة في " إعلامنا " لكل علمك، لكل ثقافتك، لكل رسائلك والخير الذي تضمره بداخلك، فماعاد كل ذلك يصنع لك شيء، ولا أحد يريده أصلاً!
كلهم يريدوننا " ملمعين " متملقين لهم، مدافعين عنهم، لا عن حقوق المواطنين والمستضعفين، أو يريدوننا في الجانب الآخر " مهاجمين، منتقدين، أدوات يستخدمونها  لحاجة في نفس يعقوب!

لقد كنت بحق فارس الإعلام اليمني، نعم كنت قريباً من السلطة، لكنك كنت واحداً من الناس، تمشي بين أسواقهم، تصور برنامجك في مناطقهم وقراهم، تتحمل أختلاف عقلياتهم، تعلمهم وتفيدهم، تمازحهم وتلاطفهم، وتخبرنا بأن الفائز فينا هو صاحب المعلومة.

نّم قرير العين فقد مررت، وهذا الأثر
رحمك الله رحمةً واسعة، وأسكنك فردوسه الأعلى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق