بقلم / ناصر بامندود "عيد بأية حالٍ عدت يا عيد ‏" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الاثنين، 18 مايو 2020

بقلم / ناصر بامندود "عيد بأية حالٍ عدت يا عيد ‏"


امشي في هذه الأيام الأخيرة المباركة من شهر رمضان الكريم، والعيد يتقرب منا أكثر فأكثر ، ولسان حالي لا يردد إلا هذا القول " لأبو الطيب المتنبي " ، على الرغم من أنني لست محباً لهذه القصيدة تحديداً، رغم ولعي الشديد بالمتنبي! 
وذلك لسببين :  

الأول : إن المتنبي هجا فيها وشوه شخصيةً تاريخيةً عظيمة للأسف لا تذكر إلا بما ادعاه المتنبي عنه في هذه القصيدة ألا وهو " كافور إلاخشيدي " الذي يكفي أن تعرف فقط أنه ظل سداً منيعاً أمام طموحات وحملات  " الدولة العبيدية " الشيعية المسماه ظلماً وزوراً وبهتاناً " بالدولة الفاطمية " بالسيطرة على مصر، وبالفعل لم يتمكنوا من حكم مصر إلا بعد موته، ودام إحتلالهم لها  " ٢٠٢ " عام!
حتى جاء العظيم صلاح الدين الأيوبي وقضى على دولتهم فيها، فحرر مصر منهم . ثم يأتيك بعضهم ويقولون " قاهرة المعز " ، وما علموا بأن المعز بالله الفاطمي ما هو إلا شخصية رافضية قذرة! 

والسبب الثاني : ما تضمنته القصيدة من أبيات عنصرية،  أشك أن يتفق معها كل ذي فطرة سليمة!

ولكنني وإن كنت لا أتفق مع المتنبي في الحاكم الذي هجاه، فإنني اقول لكل من يحكموننا اليوم بأي حالٍ ستعيدون لنا العيد؟ وبأي حالٍ جعلتمونا نعيش رمضان؟ وبأية حالٍ سنودعك يا رمضان؟

سيعود علينا العيد يا من تحكمونا وفينا الكثير ممّن لا يقدورن على شراء ذبيحة العيد نظراً لسعرها المرتفع جداً، الباهظ على جيبوهم الخاوية أصلاً، وسيلجأون لشراء اللحم " بالكيلو " حتى يستطيعون تذوقه!
سيعود علينا العيد وثمة أصدقاء أخبروني بأنهم لم يشتروا أي ملابس جديدة للعيد هذا العام، أو أنهم سيظلون بملبساً واحداً طيلة أيام العيد، وهؤلاء هم من أبناء الطبقة المتوسطة، فما بالكم بفقرائنا وضعافانا؟!

ستعود لنا يا عيد وتجارنا توحشوا علينا إلا من رحم ربكم منهم، وأمنوا العقوبة فأساءوا التصرف، ستعود علينا يا عيد وقد جعلوا من شهر الرحمة شهر الظلم والظلام، ستعود علينا يا عيد وكهربتنا في انقطاعاً دائم، وقد ذاقنا الجحيم من الخدمات في شهر العتق من الجحيم، والحمّيات والأمراض أنتشرت بيننا، وأتعبت أجساد الكثير منا في شهر رمضان، وفيروس كورونا صار يدق ناقوس الخطر في محافظتنا، ومدينتنا الجميلة واحسرتاه عليها صارت مدينة البعوض والذباب والكلاب!

ولكن رغم كل شيء، ورغم تكدس الغصّات على قلوبنا .. 
سنحتفل بك يا عيد، وسنسعد أنفسنا بك، وسنبحث عن سعادة تهون على أنفسنا المكافحة، فنواسيها بقولنا الحضرمي : " العيد عيد العافية " 
حتى نجعل أطفالنا يستمعون بعيدهم، وحتى نجعل الفرحة تمر ولو قليلاً على هذه الأرض، و يا رب اجعل عيدنا عيد عافية واحمِ هذه البلدة من كل شر .
ناصر بامندود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق