ما أصعب أن تجد نفسك ما بين عشية وضحاها من منزلك الذي يأويك ويحتويك أنت وعائلتك الغالية على نفسك ، إلى مخيمٍ في منطقة صحراوية أو بدائية قاسية!
يتغير كل شيء من حولك، وتتغير أحوالك، وتنقلب حياتك رأسًا على عقب ، حتى يصبح حلمك أن تجد شربة الماء ليست الباردة إنما الصالحة فقط ، وتحلم بأن تجد لقمةً في كل يوم تسكت بها صوت قرقرة بطون أطفالك الجائعة، وتشعر بأنك هرمت في ذروة شبابك!
تدمع مقلتيك حين تتذكر منطقتك، وحين ترى أولادك، تنظر إليهم والحسرة تملأ قلبك ، وتؤكل صدرك ، وتقتات من جسدك، وترى الأمية مرضًا خبيث يتمكن منهم يومًا بعد آخر ، لا تستطيع فعل شيئًا حياله ، سوى أن تنظر إلى السماء وتدعو اللّه أن ينهي هذا الوضع، وتنتظر من يقدم لك يد العون والمساعدة ، من يقدم لك أبسط مقومات الحياة، وتسأل نفسك متى العودة إلى البيت؟!
ناصر بامندود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق