بقلم / ناصر بامندود "24 رمضان .. ذكرى مقتل المتنبي" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 6 مايو 2021

بقلم / ناصر بامندود "24 رمضان .. ذكرى مقتل المتنبي"

هو من أحب الشخصيات التاريخية إلى قلبي..
أعلم بأنه ليس نبيًا، ولا صحابيًا، ولا عالمًا، ولا فاتحًا!

هو شاعرًا فحسب، وكان يقتت من شعره، وعلى قدر العطاء يكثر الثناء، والشعر آنذاك هو إعلام تلك العصور، وقرأت أنه كان شديد البخل، وكم أمقت صفة " البخل " وينزل من عيناي أي إنسان به هذه الصفة.

ولا أقول بأنه شخصيتي التاريخية المفضلة فقبله يسبقه الكثيرون.

ولكن المتنبي كان لشعره شدّة التأثير على النفس، وبلاغة المعنى ، والحكمة في القول، وقوة اللفظ، وخلود المعنى.
وهو بحق شعر العرب ما بعد الإسلام، فمن فرط عمق أبياتها جعلني أردد أبياتًا له في نفسي كما يردد البعض الأغاني، وكم لمعت عيناي وأنا أرددها وأتاملها، فقد سطر كلمات حكيمات علقتني به كثيرًا، ومرّت عليّ لحظات عجزت عن وصف شعورًا ما بداخلي، ووجدت وصفه ما بين أبيات المتنبي!
فهذا الرجل أوتي من فهم شعور النفس البشرية الشيء الكثير.

وأحب فيه الأنفه وشدّة اعتززه بنفسه، وتفاخره بها والثناء عليها، وتقديره لها.

عاش 50 عامًا فقط، وخلد اسمه إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها، مر أكثر من ألف عام على رحيله، ولا زال يذكر كل عام وكل يوم! 

ومات وفيًا لكلمات ثقيلات قالهن في قصيدته " واحر قلباه " وهو يودع سيف الدولة الحمداني في لحظات ملؤه شعور حرقة والخذلان ..

فلم يهرب من المواجهة ، ولم ينسحب من المعركة، وقاتل بشجاعة - والكثرة تغلب الشجاعة - وكان الموت وحده دون النكث بوصفه لنفسه، فقد قاتل خجلاً من أن يكذب في وصفه لنفسه :

" الخيل والليل والبيداء تعرفني .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم ".

رحمك الله يا أبا الطيب، وغفر لك. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق