بقلم / ناصر بامندود "تخصصات ومهن الحكام" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الجمعة، 30 يوليو 2021

بقلم / ناصر بامندود "تخصصات ومهن الحكام"

جلست أتأمل ما هي التخصصات العلمية والمجالات العملية التي توصل إلى كرسي الحكم؟!
وقطعًا - في بلداننا العربية تحديدًا وفي معظم دول ما يسمى بالعالم الثالث - فإن أغلب حكامها هم من العسكر! وكأنه محكومًا علينا إن لا يحكمنا غيرهم! وياليتهم كانوا أصحاب مشاريع وطنية وانجازات قومية مثل المقدم الحمدي الذي وصل إلى الحكم بهذه الرتبة، والذي في ثلاث سنوات فقط هي كل فترة حكمه كانت كفيلة لجعله أعظم رؤساء اليمن شمالًا وجنوبًا!  

ولكن لاحظت أنه ثمّة تخصص آخر يوصلك إلى كرسي الحكم خصوصًا في الدول الغربية وهو " تخصص القانون " فما أكثر الذينَ كانوا قانونين ومارسوا العمل السياسي حتى وصلوا إلى سدة الحكم أمثال جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، وفرانسوا أولاند الرئيس الفرنسي السابق، ويكفي أن تنظر فقط إلى قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وتلاحظ كم كان قانونيًا فيها، أما في بلداننا العربية فلعل أبرز حاكم عربي من خلفية قانونية حاليًا وهو الرئيس التونسي قيس سعيّد، وربما من أحب القانونين الذي حكموا بلدانهم عندي علي عزت بيجوفيتش أول رئيس للبوسنة والهرسك، ولي كوان يو صانع معجزة سنغافورة.

ولأنني أؤمن بشدّة بأن من يحكم الاقتصاد ويحدث نهضة اقتصادية في بلاده يسيطر على زمام الأمور السياسية في بلاده ويضع أقدامًا راسخة لكرسي حكمه، حتى ولو لم يدرس الاقتصاد ولم يكن رجل أعمال قبل حكمه، ولكن من الحكام الذينَ درسوا الاقتصاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وماريو دراجي رئيس وزراء ايطاليا الحالي. 

أما بالنسبة للمجالات مثل التربية فلا أعلم برئيسٍ أتى للحكم من وزارة التربية والتعليم غير العملاق مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، وعلي ناصر محمد رئيس اليمن الجنوبي السابق، والذي تولى وزارة التربية والتعليم في اليمن الجنوبي مدة عام في منتصف السبعينات، والذي بغض النظر عن توجهته الحالي، لكنني شخصيًا أصنف عهده بأنه أفضل عهد لرئيسٍ من اليمن الجنوبي، وثمّة أشخاص سمتعهم يشاطروني نفس الرأي. 

وبالنسبة لمجالي الإعلام فغالبًا ما يكون الإعلاميين بجوار الحكم وأدوات بيد ويبحثون عن مصالحهم في التقرب منه ، وفي دولٍ أخرى معظهم مناهضين له، ولكن ليسوا هم الحكام، وهذه قاعدة لا تخلو من الاستثناءات فالزعيمة الهندية الرائعة أنديرا غاندي كانت وزيرة الإعلام قبل أن تتولى رئاسة وزراء الهند، وبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الحالي، والذي ينتمي للتيار الشعبوي، كان صحافيًا في مرحلة شبابه. 

ومسك الختام بالمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل التي كانت عالمة في مجالي الفيزياء والكيمياء، ولديها شهادة دكتوراه في مجال الكيمياء الفيزيائية.

ناصر بامندود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق