منذ ثلاث أيام كنت في ضيافة شقيقي الشاعر كرامه محمد بن عمران بن قاسم وفي بيته الخاص بمنطقة عيديد حي الروضة النويرة وخلال تلك الإقامة الأخوية كنت ارتاد الطريق ذهابا وإيابا إلى موقع العمل وإلى مسكنى الدائم بمنطقة خيلة أو لقضاء الحوائج..
وقد لفت استغرابي واندهاشي وقوف بعض النساء في وسط وقارعة الطريق عند كل مطب ومطب في أوقات الظهيرة والأجواء الملتهبة والرطوبة عالية وتحت أشعة الشمس الحارقة ..
منظر مثير للحيرة والشفقة في آن واحد وانت ترى تلك النسوة وهن يقفن على ذلك الطريق كجذوع بشرية شق الظما والجفاف نضارتها وقد تناثرت أوراق كرامتها بين سقوط وبقاء وفي تناوب لإكمال المهمة ..
هذا جانب من أحوال تلك النسوة في كل يوم وظهيرة ولا اخفي فقد تسللت إلى نفسي المكلومة تساؤلات كثيرة وغاصت بي الأفكار في بحور معاناة تلك النسوة والمواطن والانسانية على حد سواء وهي تعيش في أوطانها أقسى وابشع صور المعاناة حتى شت الذهن بي وأضاع من أمامي جادة الطريق ..
فقد رسم ذلك المشهد أمامي حقيقة إيقاع الحياة القاسية وخاصة عندما نرى في صحبة تلك النسوة أطفال رضع وعجزة ركع على جانبي ذلك الطريق وهذا _ أيضاً_ ليس ببعيد عن واقع حياتنا كمواطنين..
ثلاثة أيام لم يغب عن ذهني ذلك المشهد البائس وما يمثله من انعكاس لمعاناة المواطن في هذا البلد التعيس الذي يعيش في ظل اوضاع وانقطاع شبه تام للخدمات وتسارع مريب في غلاء وارتفاع الأسعار وغياب مقومات الحياة في بلد قد أنعم الله عليها بالخيرات الزاخرة ولكنها تنهب على أيدي ثلة من النفعيين والمشبعون بالعقوق والنقمة على المواطن والوطن
فلا فرق بين حال تلك الشريحة التي خرجت وتسمرت بارادتها للوقوف على مطبات الطريق _ قد يكون عن عوز وفاقة أو كأسلوب حياة ارتضوها _ وبين معاناة المواطن المغلوب وهو يعيش حياة الضنك والقهر و التهميش ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق