بقلم / ناصر بامندود "المثقف والشعب" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 28 أغسطس 2021

بقلم / ناصر بامندود "المثقف والشعب"

يقول الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي: 

" المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق لقب مثقف ".

وما أجمله من قولٍ وتوصيف ، فإن ما نراه من غياب معظم من تعدهم الناس النخبة الثقافية في مجمتعنا عن الحديث عن هموم المواطنين ، وما يؤرق قلوبهم، وينغص عليهم حياتهم، ويجعل النوم يجافي أعينهم، ويشعل شعر رؤوسهم شيبًا 
وعدم تناول قضايا الوطن الكبرى، ومجاملة أهل السلطة من أجل الحصول على المناصب والمكاسب الشخصية، بل والأدهى من ذلك بعضهم سخر قلمه وحياته لتلميع بعض المسؤولين، وراح يجعل ثقافته وسيلة توصله لهم،إنه لشيئًا عجاب، ويتناقض كل التناقض عن عزة النفس التي تصنعها الثقافة في المرء، فما قيمة المثقف دون قيم! 

إن المثقف الحقيقي هو من يحمل هموم أمةً في صدره، من يشعر بالمسؤولية أمام مجتمعه، يفني عمره في محاولة أن ينير مجتمعه، ويوقد شعلةً تكون منارة للعلم والوعي، وقبلة لمن هربوا للقراءة حتى يدركوا الحقيقة، يكتب دافعًا عن حقوقهم، وتكون ثقافته هو الشعور الذي يمنعه عن التملق لكل مسؤولٍ قذر، وتكون نظرته للحياة نظرةً عميقة مترفعًا عن الوقوع في أحضان من يستقوون على أهلهم، ويتعاملون معهم بغطراسة، وينهبون ويفسدون، ويكونون امبراطوريات مالية ضخمة من عملهم! وإن صناعوا شيئًا بنقود الشعب، أخرجوها من هذا الجيب، لتعود لهم وتصبح ملكًا باسمهم من الجيب الآخر، ثم يملؤون الدنيا ضجيجًا عنهم ، وإنك لا تكره وسائل التواصل الاجتماعي لأننا ننام ليلًا، ونصحو نهارًا على أنغام التطبيل لهم! 

المثقف الحقيقي قريب من الناس، قريب من فئات المجتمع البسيطة، لا ينظر لهم باستعلاء، ولا يراهم دون قدرة ولا فائدة منهم، وربما أحتاجهم في بعض الفترات فتقرب منهم، وأهملهم في كل فترات! 
المثقف من يتذكر المقولة التي تنسب للصحافي والأديب المصري الجميل محمود السعدني: " المثقف الحقيقي هو اللي يفهم بياعين الفول الحراتي والعسلية والذرة المشوي قبل ما يفهم فولتير وهيجل وماركس "

ناصر بامندود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق