الكوميدي صالح علي بريك رحمه الله ، كنا نعرفه في التمثيل المسرحي لفرقة المسرة للتمثيل المسرحي بمدينة تريم لاحياء بعض الحفلات في قرية اللسك ، ولكننا في المره الأخيرة عرفناه شخصيا عندما كنا في رحلتنا السنوية بوادي الذهب بعد شهر رمضان المبارك وجدناه في رحلة مع بعض الطلاب المبتعثين بدار المصطفى من دولة ماليزيا، فعزم الشباب على ان يصطحبنا في هذه الرحلة بعد ماعجبوا بتمثيلة وحركاته الكوميدية العجيبة، وكان سباحا ماهرا ومتعود دائما على الوادي لأكثر من 20 عاما في الرحلات إليه وقضى معنا وقتا ممتعا من الساعة العاشرة صباحا وحتى أذان الظهر فأقمنا الصلاة وكان هو الأمام لأنه يكبرنا سنا، وبعد انتها الصلاة جلسنا حوله في ذلك الظل والمنظر الخلاب الذي يعجب الناظر اليه فكان الماء والخضرة والوجه المبتسم اجتمعت في مكان واحد، فبدأ العم صالح بالتمثيل وإبراز هويته وموهبتة الكوميدية وإلقاء المواضيع الفكاهية النادرة ليسعد كل من حوله في ذلك المكان حتى قاربت الساعة الثانية قمنا باعداد وجبة الغداء ورحبنا به على أن يتغدا معنا فأجاب انه صائم فاندهش الجميع ولم يتوقع بانه صائم ذلك اليوم رغم انه يوما شديد الحرارة ، وكان ذلك اليوم ايضا فيه من الشقاء تفاجأنا بنزول بعض شباب الرحلة المتأخرين من أعلى الجبل بالقرب من بئر الهجاج حيث انهم صادفوا أحد الطلاب الذين جاءو في رحلة العم صالح أصابه تسمم غذائي ولم يستطع النزول من أعلى الجبل بسبب طول المسافة عندئذ خاف العم صالح على ذلك الشاب فحاولنا بقدر المستطاع طمئانتة وارسلنا مجموعة من الشباب لاسعاف الشاب المصاب باسعافات أولية بسيطة وسارو به حتى وصلوا إلى أسفل الوادي للمكان الذي توجد به امتعتهم، في البداية لما علم انه حالة الشاب حرجه توجها مسرعا بسيارته لإبلاغ الطيران لإنقاذ الشاب كون المسافه بعيدة جدا وتحتاج للتدخل السريع ، ولكن بهمة الشباب الموجودين استطعنا إنقاذ الشاب ومن معه فغادرنا المكان سريعا الساعة الخامسة ومعنا الشاب المصاب وأحد مرافقية لأسعافه إلى المستشفى، وعند القرب من مدينة تريم التقينا به راجعا إلى الوادي فقلنا له أن الشاب انقذناه وهو الان معنا فاستبشر ضاحكا بأعلى صوته وتوالت الابتسامات عندما رأيناه سعيدا في هذه اللحضات ، وكأن نحن ازلنا الهموم التي كانت على عاتقه ومن حرصه على انه هو المسؤول الأول والأخير لو صار شيئا للشاب فقام بمهمتة ونحن وقفنا إلى جانبه ففرح منا وقال لم انسى الجميل الذي قدمتوه لي في هذا اليوم، وتم حبه معلق في قلوبنا واذهاننا والامس لما سمعنا بخبر وفاته كانت فاجعة كبيرة وكأننا نعرفه من زمان وبيننا وبينه علاقة كبيرة ، المرحوم صالح علي بريك من اول مرة تجلس معه تحس أن هذا الشخص يدخل قلبك ببساطة أخلاقه وتواضعه وابتسامته اللطيفة التي لاتفارق محياه ، رحم الله ذلك الرجل القنوع الطيب الرحوب الذي لم يزل يسكن القلوب ، فهذه الرحلة كانت من أمتع الرحلات التي سعدنا بها بوجوده في ذلك اليوم رحم الله حبيب الجميع واسكنه الفردوس الاعلئ من الجنه انه سميع مجيب.
الاثنين، 8 نوفمبر 2021
الصفحة الرئيسية
مقالات وأراء
بقلم / عبدالله بن سلم "قصة رحلتنا مع الكوميدي الراحل صالح علي بريك رحمه الله "
بقلم / عبدالله بن سلم "قصة رحلتنا مع الكوميدي الراحل صالح علي بريك رحمه الله "
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق