بقلم الأستاذ: أحمد عبدالله عبود التميمي :
في خضم كل هذه الصعوبات، والمعاناة التي يعيشها المواطن اليمني، ورغم كل هذه الظروف القاسية والمحن، والأزمات والمشكلات، تتجه بعد أقل من ساعة من الآن أنظار الملايين من أبناء الشعب اليمني العظيم، في مشارق الأرض ومغاربها نحو شاشات التلفزة وشاشات الهواتف المتنقلة لمتابعة ومشاهدة المباراة النهائية التي يخوضها منتخبنا اليمني للناشئين مع نظيره المنتخب السعودي الشقيق، في مدينة الدمام على ملعب استاد الأمير محمد بن فهد الدولي.
هذا المنتخب الصغير بعمره، الكبير بقدره ومقامه، جمع قلوب الملايين من اليمنيين بعد أن فرقتهم الحروب والمآسي، وادخل في قلوبهم الفرحة بعد أن خيم الحزن الشديد على كل ربوع اليمن، الذي كان ذات يوم يمناً سعيداً.
يفصلنا عن موعد المباراة أقل من ساعة والجماهير تنتظر وتترقب، والأمل يملئ القلوب بالفوز بالكأس، والحناجر تهتف بأعلى صوت حيوا اليماني حيوه.
السواد الأعظم من اليمنيين تفرغ هذه الليلة لهذا الحدث، منهم من قطع المسافات الطويلة في أرض الغربة بهدف المشاركة والحضور تشجيعاً وحباً لليمن، ومنهم من أوقف مواعيده، وغير جدوله اليومي للعمل ليتابع هذا الحدث الرياضي المهيب، كل ذلك لأجل اليمن، ولأجل براقة أمل أختفت في ظلام دامس عم اليمن، و للبحث عن فرحة لطالما غابت طويلاً عن أمي اليمن، بعد أن دمرتنا الصراعات، واهلكتنا الحسابات السياسة الضيقة التي ألقت بظلالها على حياة كل الأبرياء ونازعتهم حتى في قوت يومهم الذي أصبحوا لا يجدونه إلا بشق الأنفس.
هي لحظات من السعادة والأمل سنعيشها سوياً الليلة، على أمل أن ينتصر كل اليمن، ويعود سعيداً مثلما كان سابقاً، ويعم الأمن والرخاء والسلام كل ربوع الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق