تواصلا مع مابدأناه من ذكر مناقب ومحاسن فقيدنا الراحل د/ عبود بالطيف -رحمه الله تعالى - امتثالا لقول المصطفى صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم ( اذكروا محاسن موتاكم ) نذكركم بمنقبة من مناقبه ومحسن من محاسنه وهو :-
في عام (١٩٨٩م) وبعد أن أدرك الحزب الإشتراكي اليمني خطأه الفادح المتمثل في قانون التأميمات والمصادرات وبدأ فيما يسمى ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية أقامت سلطات الحزب بمديرية (القطن) والتي تعتبر رخية مركزا تابعا لها مهرجانا حاشدا ب (صنا ) أعلنت من خلاله عزمها عن العدول عن قرار التأميمات وإعادة الممتلكات لأهلها وكان القرار مرحبا به إلا أن فقيدنا ومع ترحيبه بالقرار الذي كان يتوقعه منذ فترة طويلة ويبشر جلساءه به من خلال إلمامه بالواقع و قراءته للمشهد كانت له وجهة نظر خاصة حيث وقف بشجاعة وجسارة وأخذ الميكرفون وقال : (على الحزب الأستراكي اليمني في هذا المرحلة التاريخية والحاسمة وهو يعترف بخطئه إزاء أخطر قرار من قراراته عليه إلتزامات أخلاقية كثيرة أولها ( الاعتذار لشعبه) وثانيها ( التعويض عن كل الأضرار الناجمة عن هذا القرارالخاطئ) وثالثها (تقديم الاستقالة عن حكم البلاد )) وذكر حديت المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ) منبها للناس بعدم السماح للحزب بتكرار أخطائه مرة أخرى وضرب لهم مثالا لذلك بجمال عبدالناصر حينما أخفق جيشه في حرب (يونيو -حزيران ١٩٦٧م) حيث قدم استقالته لشعبه عبر أثير الإذاعة وشاشات التلفاز إلا أن الشعب المصري خرج إلى الشوارع عن بكرة أبيه ورفضها ، وكان ذلك الموقف الشجاع والحازم من فقيدنا في وقت كان الحزب الإشتراكي اليمني لايزال يمتلك السطوة والهيبة والجبروت إلا أن فقيدنا آثر أن يقول كلمة الحق ولو كلفه ذلك ما كلفه امتثالا لقول النبي صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم ( أحسن الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر ) أو كما قال .
رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جناته
( وللموضوع بقية ... والله ولي التوفيق )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق