بقلم / ناصر التميمي ..الخطوة القادمة ! - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 10 نوفمبر 2022

بقلم / ناصر التميمي ..الخطوة القادمة !

الكل كان متفائل بالخير ،لاسيما بعد توقيع إتفاق الرياض بين المجلس الإنتقالي الجنوبي وما كان يعرف بشرعية هادي حينها ،حيث قدم الإنتقالي تنازلات كبيرة من أجل انقاذ الشعب في الجنوب من الوضع الإقتصادي المتدهور وتراجع عن أهم خطوة جبارة وناجحة وهي الإدارة الذاتية التي استمرت بضعة أشهر لكنها كانت مثمرة واستطاع المجلس الإنتقالي التغلب على كثير من المشاكل التي كانت موجودة ونجح في تجفيف منابع الفساد الذي كان مستشري في أروقة مؤسسات الدولة التي نخرها الفساد من خلال فرض سيطرته على الموارد ،الا أن الذي حصل العكس ظل هذا الإتفاق يراوح مكانه  ولم ينفذ منه الا بعض البنود وتركت أهم البنود التي شملها الإتفاق كالشق الإقتصادي والخدماتي والرواتب التي تلامس حياة المواطن المغلوب على أمره .

وبما أن هناك قوى لاتريد للجنوب الخير ،فقد وقفت عقبة كأدأ أمام تنفيذ إتفاق الرياض المعطل والذي هو في حالة موت سريري بسبب تعنت هذه القوى  الظلامية التي هي على إرتباط وثيق بجماعة الحوثي الإرهابية ولاتفكر الا في اعمالها الشيطانية ولايمهما مايعانيه المواطن سواء في الجنوب او في الشمال ،كل مايريدون هو إطالة أمد الحرب التي استفادوا منها كثيراً وتحولوا إلى أمراء حرب وجنوا المليارات من الدولارات وفرطوا في مهمتهم الوطنية ،لاسيما تحرير أرضهم من المليشيات التي حولتها الى مطاقعة إيرانية فارسية وأصبحت مثل مدينة قم الإيرانية وقريباً ستظهر فيها الحوزات العلمية ان لم يكن ذلك هو موجود أصلاً ،وهذا غير مستبعد من هؤلاء البشر الذين يفضلون المال أكثر من الوطن .

طبعاً المجلس الإنتقالي الجنوبي ظل متمسكا بأتفاق الرياض الذي هو اللبنة الأولى التي من خلالها إستطاع العبور من الضفة المغلقة الى الضفة المنفتحة ،وتمكن من الوصول الى كل المحافل الدولية ووضع القضية الجنوبية في مسارها الحقيقي بعد أن بقيت طيلة السنوات الماضية الأبواب مؤصدة عليها بسبب القيود التي كان فارضها نظام الإحتلال ،فنجح الانتقالي في فتحها بحنكة قيادته السياسية الفذة ،ومن هذا المنطلق ترى القوى المعادية ان اتفاق الرياض ضربة قاضية اصيبت بها بضغط من التحالف ولاترغب في تنفيذه لانه سيمنح الجنوب الإنفصال اذا خرجت قواتهم من المهرة ووادي حضرموت ،ولهذا لاتوجد نية حقيقية للتنفيذ ،ولو كانوا جادين لما مرة ثلاث سنوات منذ التوقيع عليه ومازال يصارع من اجل البقاء ان كتبت له الحياة جراء بعض المواقف الرافضة له وتتهرب من التنفيذ .

التحالف العربي هو من تدخل لإيقاف الصراع بين المجلس الإنتقالي وشرعية هادي حينها لإقاف الحرب بين الطرفين والذي أفضى الى ولادة إتفاق الرياض الذي كانت ولادته متعسرة بعد جولات مارثونية من الحوار بين الطرفين ،نعم نجح التحالف في الدفع بهم الى التوقيع عليه ،وفشل في الضغط على الطرف المعرقل للاتفاق واجباره على تنفيذ كامل بنوده، لاسيما في الملف العسكري والأمني والملف الإقتصادي ،وبقي الأمر يشوبه الغموض المظلم ،واكتفاء الدول الراعية للإتفاق باصدار البيانات فقط ،وهذا اعطى فرصه سانحه للطرف الآخر الذي لايرغب في وضع حد لهذا الحرب في التهرب من الاتفاق وخلق أزمات وقلاقل وفوضى في الجنوب ،وترك مهمته الأساسية لقتال المليشيات الإرهابية ،وحول كل قواته وامكانياته لحرب الجنوب وارباك المشهد في الجنوب بعد أن فتح له خيوط تواصل مع اتباع ايران وأصحاب القبعات السوداء ،ومن أجل انقاذ مايمكن انقاذه وتصويب الخطأ الذي رافق اتفاق الرياض وتصويب البوصلة مرة أخرى وطي صفحة هادي وعلي بلسن السوداء ،اعلنت المملكة العربية السعودية عن انطلاق مشاورات الرياض ودعت كل الأطراف والمكونات الجنوبية واليمنية من اجل التشاور والخروج بحل توافقي مرحلي لمواجهة المد الفارسي وتحرير الشمال .

اتفق الجميع في الرياض على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية افراد مناصفة بين الجنوب والشمال ،وهذا شي طيب وجميل ،وكان مكسب كبير يأتي ضمن المكاسب التي حققها المجلس الإنتقالي الجنوبي خلال فترة وجيزة من عمره ،الشعب في الجنوب والشمال كانوا معولين على مجلس القيادة بانه سيكون بمثابة المنقذ لهم من بطش المليشيات ،وشبح المجاعة الذي يلاحق الجميع ،لكن للأسف الشديد كان اختيار بعض الشخصيات ضمن أعضاء المجلس غير موفق ،لاسيما الأعضاء الذين ينتمون للإخوان المسلمين الذين هم حجر عثرة داخل المجلس واصبحوا اداة تعطيل لكل القرارت المصيرية التي ستساهم في رفع الظلم عن الشعب ،وهو ما اعاق سير عمل هذا المجلس الرخو الذي اصبح يعيش في ثلاجة الموتى ،ولم يبقى الا تحديد موعد الدفن لتشييعه الى مثواه الأخير،ومن ثم على الدنيا السلام يامحسنين .

يبدو أن الأشقاء في اليمن ليست لديهم الرغبة في إستئصال الورم السرطاني الخبيث الذي أصحاب الشمال بمقتل،وذلك يتضح جلياً من خلال الفرصة الذهبية التي اعطيت لهم بعد تشكيل المجلس الرئاسي الذي أسندت رئاسته لشخصية شمالية من اجل تحريك المياة الراكدة في الشمال بالتحديد وتوحيد الصف للإنطلاق للمواجهة مع المليشيات الإرهابية في صنعاء،فلم يحدث ذلك قط، وهذا أظهر لنا الحقيقة التي كانت مخبأه ،وانكشفت كل الآلاعيب التي كان اعداء الجنوب يريدون تمريرها عبر هذا المجلس الهلامي ،وعندما لم يسمح لهم تحقيقةمآربهم ورغبانهم الدنيئة اصطنعوا الأعذار التي ليس لها مبرر للهروب من الإستحقاقات التي كانت ستتحقق عبر هذا المجلس لولا ان هناك من جاء ليفسد الحياة لا ليغير في الواقع المزري ،فالمجلس الإنتقالي اليوم أمام تحديات كبيرة تقف عائق أمام تحقيق هدف التحرير والإستقلال ،ذلك يتطلب مزيداً من الضغط السياسي والعسكري لانتزاع ماتبقى من مكاسب تصب في مصلحة الشعب الجنوبي .

من خلال التصريحات عن بعض القيادات الكبيرة من الصف الأول في المجلس الإنتقالي الجنوبي والتي لمحت بأن هناك خيارات مازالت قيد الدراسة وسوف تتخذ في الوقت القريب والمناسب لإنقاذ الشعب من الوضع المزري الذي بات يعيشه بسبب القوى الشمالية المعادية لشعب الجنوب ،أنا من خلال مقالي هذا المتواضع أنصح قيادتنا السياسية برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي بعد التاخر في اتخاذ قرار شجاع يخرجنا من بين أنياب هذه الضباع المتوحشة ،لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الصبر الناس أصبحت اليوم على حافة المجاعة وأي تاخير سيزيد الأمور تعقيداً ،وهذا مايريده أعداءنا الذين اتفقوا على تدمير الجنوب ،ومن وجهة نظري الشخصية ان لا يتخذ أي قرار مثلا كإعلان الإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي الا بعد أن يتم أولا تحرير الوادي والمهرة عندها يمكن لنا أن نقرر مانراه مناسب ،لأن اطالة أمد هذه القوات اليمنية في المهرة ووادي حضرموت يعني مزيداً من الطائرات المسيرة التي تستهدف منشآتنا النفطية ومع قادم الأيام سيتجرأ هؤلاء القوم على استهداف التجمعات السكانية في المحافظات الجنوبية مالم يتم ردعهم وكسر شوكتهم بتوجيه ضربة استباقيه لهم وتحرير المهرة ووادي حضرموت .

الجنوب اليوم يعيش في مرحلة حساسة ودقيقة ومفصلية في تاريخه الحديث، وهي المرحلة الأخيرة مع قوى التخلف يمكن نسميها معركة كسر العظم والتي سيكون مسرحها حضرموت ،و تحتاج من الجميع توحيد الصفوف للمواجهة مع اعداء الجنوب ،حيث ان الشارع الجنوبي يتساءل وبلهفة وشوق للخطوة القادمة التي سيقدم عليها مجلسنا الموقر بعد انسداد الأفق امام تحقيق اي منجز للمجلس الرئاسي المعطل ،ياترى هل ستكون العودة الى الإدارة الذاتية هي الخطوة القادمة ؟او سيتم اعلان الحكم الذاتي ؟أو سيتكون الخطوة القادمة هو الإعلان عن تشكيل حكومة جنوبية مصغرة لأدارة شئون الجنوب ؟أو أن القرار سيكون أبعد من ذلك ؟الأيام القادمة هي ستجيب على كل هذه الأسئلة التي طرحتها للقراء والمتابعين والله من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق