بقلم / نجيب الداعري .. سمات الأخلاق وسلوكيات الجيل الجديد - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأحد، 10 مارس 2024

بقلم / نجيب الداعري .. سمات الأخلاق وسلوكيات الجيل الجديد



عندما يتحدث البعض منا او يسمع عن مفهوم الأخلاق فاول ما يخطر بباله  انها مجموعة القيم التي تربى عليها وهي من جلبت له الخير وطردت عنه الشر بعيدا, بينما ينظر اليها آخر على انها شكل من اشكال الوعي الأنساني, ويعتبرها اخر من المبادئ التي تحركه  في احقاق العدل والمساواة ورد المظالم والوقوف مع ذوي الحاجه,,  بحيث ترتقي هذه الصفة الحسنة الى درجة تصبح مرجعية ثقافية وخُلقية يحتذا بها معظم العامة من الناس لتكون سندناَ وعوناَ قانونياَ يستقي منه كل من ولّي امر البلاد والعباد,  كونها تنم على الطباع والأحوال الخفية التي يدركها الانسان بالبصيرة..
وهنا نؤكد بانه ليس شرطا ان تكون صفات الخلق خفية  لان الخلق الحسن من اعمال القلوب البيضاء النقية وتظهر صفاته بوضوح  لدى الجميع لان الخلق القلبي تظهر آثارة جليه بتصرفاته وتعاملاته اليومية مع المحيطين حوله من خلال التعامل الحسن بشتئ انواعه.

فالسمات النبيلة و الأخلاق الفعلية التي يجب ان يمارسها الجميع في حياته اليومية لابد ان تكون هي الصفات التي تربى عليها ونشأ من خلالها ورضع من من تغلباتها وشرب من ماءها, كونها تنعكس من خلاله عبر العادات والتقاليد في شخصيته وشخصية أبنائه من بعده, فيظهر ذالك على الملأ من خلال التعامل او في نبرة كلامه وملامحه وصفاته وكيفية التخاطب مع الآخرين..
ونحرص هنا ونؤكد بأن الأب دوما  هو القدوه الحسنة والمثل الاعلى لابنه,, فاذا راى. ذلك الابن من اباه شيئا سيئا اتبعه ,,وبالمثل تلك الفتاه تجد امها هي مرجعيتها بالحياة فاذا سمعت يوما امها وهي تغتاب جعلت من ذلك الموقف سنه تستن بها في صفات الغيبة التي رأتها من اقرب الناس اليها,, فاذا كان كذلك
فمن اين  سيتعلم ذلك الابن او تلك الفتاة تلكم الأخلاق؟؟؟
فتمر لحظات تجد فيها ذلك الاب او تلك الأم هم المعيوبين  بألفاظهم السيئة امام أبنائهم,,, ( اذا كان رب البيت ضارباَ للدفِ...فاهل البيت شيمتهم الرقص)...

و بالمقابل نرى هناك الإنحطاط الأخلاقي الذي انتشر في بعض المجتمعات واهمها في الامور الدينية ,فعندما يسمع احدهم شخص تجرد من صفات الأخلاق وتحلى بالأخلاق الذميمة ليصل به الحال ولا حول ولا قوة الإ بالله الى التطاول بالسب على الرب او الدين والعياذ بالله, بينما تجد ممن يجلسون بجانبه ويسمعون ذالك الكلام السيء لا تتحرك لديهم غيرتهم على دينهم, ولا يعولون على ذالك حتى من باب النصيحة خوفاَ من ردة فعل ذالك المنحط عديم الأخلاق..

ــ فكيف تريدون جيل محترم ويتحلى بالعادات والتقاليد والقيم الفاضلة والنبيلة ؟؟ ولم تكن هناك بالأساس تربية خلقية منذو الصغر..
ــ وكيف تريدون جيل متعلم ومتسلح بالعلم والمعرفة ؟؟ ودور الاسرة غائبا كليا في غرس آداب الخلق والأدب والقيم الخلقية وحثه على التخلق بالعادات والتقاليد كأقل ما يمكن فعله..

فاين هي الاخلاق احبتي...؟

هنا تشاهدون الحقيقة التي غفل عنها الكثير وهي :
كلما كبر الأنسان زاده الله نضجاَ وحكمة ووقار ورفعه فجعل للبعض لسانهم يعبر عن حالهم كونه الترجمان للقلب فيكون  داعماَ لصاحبة بجمع ثروة لاتعد ولا تحصى من الأخلاق تميزه عن قرنائه في فن الخطابة والمعاملة مع الآخرين باسلوب راقي يتم من خلاله تقبله بين الجميع بأريحية مطلقة وبقلوب محبة له دوماَ وابداَ, ويغرس ذالك في ذريته ويتوارثه الإبناا جيلاَ بعـد جيل...
وجعل للبعض الآخر معايير يضعها من تلقأ نفسه او يعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخها اعماله او محاولة لإزالة البعد المعنوي لمعنى سمة الأخلاق مع الكثيرين فيربي أبنائه على ما تربى عليه هو..
ولو نظرنا ملياَ حالنا اليوم وما وصلنا اليه  من زيف في المعاملات( الإ من رحم الله) بالريأ ,والنفاق, والنصب, والأحتيال, وقول الزور, والحقد, والكراهية, وإثارة الفتن, والفرقة ,والتعصب الهمجي, ونقل الكلام,. وإلقاء التهم ,والتهكم على الغير بالباطل,  فتعجز مع تلك  التصرفات المقززه عن ايجاد طريقة  لكيفية التعامل مع تلك الشريحة بالمسميات الخلقية والمنتشرة بشكل كبير كونها اصبحت لا تمت للأخلاق بإي صفة من الصفات لا من قريب او من بعيد,,
بينما نرى البعض يتحايل او يلجأ الى طريقة المداهنه او طريقة ان يظهر مالا يبطن (النفاق) تجاه من يتحدث اليه ,,, او ان يتماشى مع تلك الشريحة الى أن يأذن الله لهم بالهداية....
لذا وجب التطرق الى هذا الموضوع كونه من اساسيات الحياة التي نعايشها في مجتمعنا بشكل عام...

فالأخلاق, آداب تبنى من الأساس, وتواضع يتماشى مع الواقع الأخلاقي ,وقيم وعادات وتقاليد يتربى عليها النشئ ,وصفات اخرى تتماشئ معها في الجوانب الخلقية الأخرى سهلة التعلم وفي متناول الجميع ومنها,, التبسم, وحب الخير , مساعدة الجار, وبر الوالدين, والصدقه, ومد يد العون للغير ووووو وغيرها من السلوكيات التي يجب على الجميع التحلي بها وغرسها في سلوكيات أبنائه  لينشئ جيل متسلح بالأخلاق قبل الرياضة وجيل يتحلى بالتربية قبل التعليم......

يقول الشاعر احمد شوقي::
إنما الأمم الأخلاق مابقيت..فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.......

دمتم في رعاية الله وحفظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق