الأمر الذي يسيطر على عقول وآراء الشعب في مناطق سيطرة الاحتلال " الأجنبي" ليس حاجتهم للحرية، بل اهتمامهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. هذا يعني استمرار العبودية الذهنية التي أقنعت الكثيرين بأنها جزء أساسي من حياتهم. هذه التفكيرات أدت إلى بعد الناس عن الحياة التي ينبغي لهم أن يعيشوها وفق السنن الإلهية والمنطقية، ومنعتهم من تحقيق الحرية التي تجلب الكرامة وتصبح قيمة لا تُقدَّر بثمن.
لذا، نجد اليوم أن الخطاب السائد يهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مع المطالبة بإصلاحات اقتصادية وسياسية ولو غير جذرية والتي قد تُفسر على أنها موافقة غير مباشرة على استمرار الاحتلال الأجنبي. وهذا يشير إلى الرضا ببقاء الاحتلال الحاكم والمستباح لكرامة الأفراد وإجبارهم على قبول الوضع الذي فرض عليهم ويراه مناسبا لهم.
نحن نطالب بتغيير هذا الخطاب الذي يُقلل من كرامة الإنسان ومكانته، فنحن نؤمن بأن الوقت قد حان لتغيير الخطاب السائد الذي ينتهك كرامة الإنسان ويحط من قيمته، وبالعكس نحن ندعو لرحيل الاحتلال الأجنبي عن بلادنا وأهمية حماية القضايا الوطنية المهمة بالنسبة لنا. ومن بين تلك القضايا الأمن القومي والغذائي، اللذان يساهمان في الحفاظ على حرية وكرامة وحقوق شعبنا. نحن نسعى لخلق بيئة تسمح للجميع بالعيش بكرامة وبوفق معتقداتهم وسياساتهم الخاصة، والتي تأتي من إرادتهم الحقيقية بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تهدف إلى استمرار إحتجازنا في سجن أوهام الظروف المعيشية بعيدا عن الحرية.
لذلك، العقلاء يدركون تمامًا أن تحسين الوضع الاقتصادي وتخفيف معاناة وصعوبات المعيشة للمجتمع هي قضية مترابطة بشكل أساسي مع استمرار الاحتلال. فالاحتلال يستغل وسيلة الاقتصاد كأداة لضعف الشعب وإجباره على المساومة والقبول بالهيمنة، مُقابل تحسين ظروفه المعيشية الصعبة.
بقلم/ سالم عوض الربيزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق