يعتبر الغلاء الفاحش من أكبر التحديات التي يواجهها الجنوب حيث يشهد ظروفًا اقتصادية صعبة نتيجة لأزمات اقتصادية متتالية ويعاني شعب الجنوب من زيادة مستمرة في أسعار السلع والخدمات الأساسية مما أثر بشكل كبير على مستوى المعيشة وجودة الحياة.
فالأزمات الاقتصادية تؤدي إلى انخفاض القيمة الشرائية للعملة وارتفاع الأسعار بشكل مفاجىء وكذلك الفساد المالي والإداري الذي يرتبط بارتفاع الأسعار نتيجة وجود فساد وسوء إدارة في توزيع الموارد والاستثمارات بحيث أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.
مما انعكس على الوضع الاجتماعي أيضًا حيث تأثرت أسر كثيرة في الجنوب بشكل كبير جراء ارتفاع الأسعار ويواجه الكثيرون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية والبعض وصل بهم الحال إلى أكل وجبة في اليوم والليلة والبعض وصل به الحال إلى الإنتحار مع تزغيد خطر الإصابة بالأمراض النفسية وزيادة معدلات الفقر مع ارتفاع الأسعار حيث اضطر الكثيرون إلى التنازل عن السلع الأساسية مما ساهم في زيادة معدلات الفقر والبطالة فالوضع صار مزري للغاية.
أما عن الصحة العامة فحدث ولا حرج يعاني الكثير من السكان من نقص في الغذاء الصحي الذي أدى إلى تفشي الأمراض وسوء التغذية خاصة بين الأطفال والحوامل وزادات الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وغيرها على الكثيرين.. ناهيك عن الأمراض الفتاكة والقاتلة فاقم معاناة المواطنين وعدم قدرتهم على مواجهة موجة الغلاء المعيشي من توفير المواد الغذائية الأساسية والتكاليف الدوائية للمرضى ممن يعانون من الأمراض المزمنة.
فالغلاء بات يهدد حياة الكثيرين في الجنوب مما أدى بالبعض إلى الهجرة الداخلية نتيجة لعدم القدرة على تحمل تكاليف الحياة واضطر الكثير من الشباب للبحث عن فرص عمل في مناطق أخرى مما يؤدي إلى هجرة جماعية قد تؤثر على المجتمع الجنوبي.
لذلك لابد من وجود حلول ممكنة لمواجهة ظاهرة الغلاء الفاحش التي أنهكتنا وبشكل متواصل ومستمر في الجنوب ومن هذه الحلول تعزيز الإنتاج المحلي وتحسين إدارة الموارد المختصة لتحسين إدارة الموارد وتوزيعها بشكل عادل زيادة الوعي المجتمعي ينبغي توعية المجتمع بمخاطر الفساد وأهمية الشفافية في التعاملات الاقتصادية.
فالغلاء الفاحش يمثل تحديًا كبيرًا أبناء الجنوب والأزمة مستمرة ومتواصلة ويتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية للحد من تداعياته وتحسين الظروف المعيشية لشعب الجنوب فمع الأسف لو فعلنا مقارنة بين ما يحدث في الجنوب من تدهور العملة المحلية وبإزدياد الذي نتج عنه زيادة في المواد الغذائية والأساسية بينما الوضع في صنعاء مستقر والأسعار ثابته ما الأمر؟.
قال تعالى:
"وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ" (الصافات: 24).
الدكتور وحيد الحوشبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق