جهود القوى والأحزاب اليمنية لإعادة توجيه تركيزها نحو الجنوب، من خلال تأسيس تكتل جديد في عدن تحت غطاء الشراكة الوطنية، تعتبر ضربة قوية لمن يدعون تمثيل الجنوب والإرادة الشعبية. حيث، ظهر عجزاً واضحاً من المجلس الانتقالي في التعامل مع جميع القضايا والملفات، بما في ذلك الحفاظ على الأراضي الجنوبية وأمنها، من خلال إتاحة الفرصة لهذه القوى والأحزاب بالعودة إلى الجنوب تحت مسميات واهية.
على الانتقالي أن يدرك أن جميع التطمينأت التي ترد من التحالف الإحتلال بشأن أعطى هذه القوى مساحة لممارسة انشطتها السياسية، والدخول في شراكة والعمل معها من اجل التركيز على عدد من الملفات الضرورية منها ملف الحرب مع الحوثي كانت كاذبة، وهدفها في الواقع إضاعة الوقت من أجل إعادة ترتيب هذه القوى من جديد وتمكينها من الجنوب مجددا لكون التحالف يرى منها الضامن الأساسي لمصالحه. فالضمانات التي لم تأتي قبل بخصوص القضية الجنوبية وموقعها الأساسي من الخارطة السياسية للازمة اليمنية لن تأتي فيما بعد التحرير حسب وصف الاحتلال الأجنبي.
ولكن الغريب في الأمر أنه حتى الآن، يصرّ المجلس الانتقالي، على أن تحرك هذه القوى يأتي ضمن إطار الاتفاقيات والتفاهمات التي تمّ التوصّل إليها في إطار الشراكة. وبدلاً من التركيز على أثر هذه التحركات على أمن الجنوب وقضيته، انشغل المجلس الانتقالي بمهاجمة القوى الجنوبية، خاصة الحراك الثوري بقيادة الشيخ عبدالولي الصبيحي، بسبب رفضها المشاركة في المشاورات التي دعا إليها السفير الأمريكي، والتي تهدف إلى إعادة الصراع وتمكين القوى اليمنية التابعة للاحتلال من السيطرة على كافة جوانب الشأن اليمني، سواء في الشمال أو الجنوب.
بقلم/ سالم بن عوض الربيزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق