يشهد الجنوب مأساة تاريخية عميقة ستخلف جروحًا غائرة في ذاكرة أبنائه، إذ عانى شعب الجنوب من سلسلة من الأحداث المأساوية منذ الاحتلال الأجنبي الذي فرض سيطرته بالقوة على أرضهم منذ عام 2015م. هذا الاحتلال لم يكن مجرد سيطرة سياسية أو عسكرية، بل كان بمثابة اغتصاب للهوية والثقافة والحق في تقرير المصير وعدوان واضح لا مبرر له، وهو ما تسبب في معاناة لا تقل مأساوية عن معاناة شعوب أخرى تواجه الاحتلال والعدوان الصهيوني والعربي، كأهلنا في غزة، لبنان، وشمال اليمن.
في خضم هذه المحنة، انطلق الحراك الثوري الجنوبي كمكون شعبي وطني مطالبا باستعادة الكرامة، وتحرير الأرض، وإعادة الحق لأصحابه. قاد هذا الحراك رجالٌ ونساءٌ شجعان آمنوا بقضيتهم العادلة وأقسموا على مواجهة الاحتلال الأجنبي مهما كانت التضحيات. حيث، كان قادة الحراك الثوري عنوانًا للشجاعة والإرادة الصلبة؛ منهم من قضى نحبه شهيدًا في سبيل الأرض والعرض، ومنهم من اعتقل وعذب في الغرف المظلمة أمثال رئيس المكتب السياسي الرمز عبدالولي الصبيحي، حيث سلبت حريتهم لكن لم تسلب عزيمتهم الصلبة.
الدماء التي سالت في ميادين النضال والتضحيات العظيمة كانت شاهدًا حيًّا على ملحمة الصمود التي صنعها أبناء الجنوب وقادة الحراك الثوري. هؤلاء الأبطال لم يتراجعوا يومًا رغم القمع، والاعتقالات، والتعذيب، بل استمروا في النضال لإيصال صوت قضيتهم إلى العالم. فكانت تضحياتهم مشعلًا أضاء درب الحرية لشعبهم، ورسالة إلى كل قوى الظلم بأن إرادة الشعوب أقوى من أي احتلال.
الحراك الثوري الجنوبي اليوم هو امتداد لهذه التضحيات، حيث يستمر في حمل راية النضال ويذكّر العالم بمعاناة الجنوب. هذه القضية ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي نضال من أجل الحرية، الكرامة، والحق في تقرير المصير. وسيظل الجنوب صامدًا بفضل تضحيات أبنائه وبفضل تلك الأرواح الطاهرة التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل الوطن واؤلئك الابطال الذين يصارعون الباطل من داخل غرف التعذيب.
#الحرية للمعتقلين
#الحرية للشيخ عبدالولي الصبيحي
بقلم/ سالم عوض الربيزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق