تتجدد أمام حضرموت الفرص مرة تلو الأخرى لتُسمِع صوتها، وترسم مستقبلها، وتحدد مصيرها، إلا أن هذه الفرص كثيرًا ما تضيع سُدى. واليوم، نحن أمام إحدى هذه المحطات المصيرية، حيث أعلن حلف قبائل حضرموت عن عقد لقاء موسع لقبائل حضرموت ، وتشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لهذا الحدث الهام. وإيمانًا منا بأهمية هذا اللقاء، نتوجه برسالتنا المفتوحة إلى اللجنة التحضيرية، مستعينين بالله، لنضع بين أيديهم رؤيتنا وآمال أبناء حضرموت في هذه المرحلة التاريخية.
*إدراك المسؤولية والتحديات*
إخوتنا في اللجنة التحضيرية، إن المسؤولية التي تحملونها على عاتقكم عظيمة، وعليكم أن تعوا أن حضرموت تمر بمنعطف خطير في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها اليمن والمنطقة بل والعالم بأسره. والتي في ظلها لا يمكن لحضرموت أن تبقى على هامش هذه الأحداث، بل يجب أن تكون حاضرة و بقوة وفاعلية، ولن يتحقق ذلك إلا بتوحيد الصف، ورسم رؤية واضحة المعالم، تكون محط إجماع ومباركة جميع أبناء حضرموت.
*أسس نجاح اللقاء*
إن نجاح هذا اللقاء يعتمد على عدة عوامل جوهرية، يأتي في مقدمتها حسن الإعداد والتخطيط لاختيار الزمان والمكان المناسبين، وتوسيع دائرة المشاركة، وإتاحة الفرصة للنقاش الجاد والبناء حول القضايا المصيرية التي ينبغي أن تصدر بشأنها قرارات واضحة وصريحة تلبي تطلعات أبناء حضرموت.
*التوقيت المناسب*
لا ينبغي الاستعجال في تحديد موعد اللقاء إلا بعد استكمال جميع الترتيبات اللازمة، فالتسرع قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية، بينما في التأنّي السلامة والتوفيق.
*اختيار المكان*
يجب أن يكون اللقاء في إحدى حواضر حضرموت الكبرى، سواء في واديها أو ساحلها، وذلك تأكيدًا على أن حضرموت وقبائلها بمختلف مكوناتها متواجدة في كل شبر من أرضها، من مدنها إلى هضابها وجبالها وسهولها.
*توسيع المشاركة*
لا ينبغي أن يُستثنى أحد؛من هذا اللقاء، فكل قرار سيصدر عن هذا اللقاء يهم جميع الحضارم، ومن هنا تأتي ضرورة التواصل المباشر مع القبائل في مختلف المناطق، وليس الاكتفاء بدعوات ورقية لا تعكس روح الحدث ولا أهميته. فدعوة الشخص إلى بيته ومشاركته همومه تعني أنه شريك أساسي في القرار، وليس مجرد متفرج أو ضيف شرف.
*نحو مخرجات حقيقية تلبي تطلعات الحضارم*
ختامًا، نؤكد أن نجاح لقاء قبائل حضرموت لا يُقاس بعدد الحاضرين فحسب، بل بما سيتمخض عنه من مخرجات عملية وواقعية. فإن كان اللقاء سيسير على خطى الاجتماعات السابقة التي لم تثمر إلا بيانات شكلية، فلا داعي لإهدار الجهد والوقت والمال. لقد ملَّ أبناء حضرموت مثل هذه اللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن الحضارم اليوم يطالبون بحقهم المشروع في ثرواتهم، والدفاع عن ارضهم و هويتهم، وحضارتهم، وتاريخهم، و تقرير مصيرهم الثقافي والسياسي، ليكونوا أحرارًا في وطنهم، سادةً لا تابعين. لذا، فإن نجاح هذا اللقاء مرهون بوضع أهداف واضحة وطموحة، ووضع آليات تنفيذية محددة لتحقيقها في أقصر وقت ممكن، وبأقل التكاليف.
ان مثل هذه الرؤية وحدها كفيلة بأن تجعل هذا اللقاء حدثًا تاريخيًا يُسطَّر في أنصع صفحات التاريخ الحضرمي
نسأل الله التوفيق والسداد لما فيه خير حضرموت وأهلها.
أخوكم: الشيخ أنس بن علي باحنان
شيخ قبيلة آل باحنان الكندية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق