بقلم / انس علي باحنان .. حضرموت ، قراءة في جدلية الاستحقاق والتهديد ، تعقيب على مقال الاستاذ الرويشان - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 17 أبريل 2025

بقلم / انس علي باحنان .. حضرموت ، قراءة في جدلية الاستحقاق والتهديد ، تعقيب على مقال الاستاذ الرويشان

*أثار الحراك الحضرمي الخالص، الذي تبلورت ملامحه مؤخرًا، ردود أفعال متباينة لدى عدد من الكتّاب اليمنيين، كلٌّ منهم قرأ المشهد من زاويته الخاصة، بين مصيبٍ ومجافٍ للصواب. ومن بين ما وقفت عليه في هذا السياق، مقال للكاتب والوزير السابق الأستاذ خالد الرويشان، بعنوان "مات الحكم الذاتي في سوريا وظهر في حضرموت". ولقيمة ما ورد في مقاله، وجدت من الضروري التوقف عند بعض فقراته ومناقشتها بهدوء وموضوعية.*

*يقول الأستاذ خالد في مطلع مقالة إن حضرموت الأجدر أن تكون حاملة راية "اليمن الكبير". ونحن نؤكد على هذه الأمنية النبيلة، بل ونذهب أبعد من ذلك؛ فحضرموت كانت وما زالت مؤهلة لأن تكون حاملة راية الأمة الإسلامية جمعاء، بتاريخها المضيء ورجالاتها من كبار الصحابة والمحدثين والعلماء والفقهاء والفاتحين. لكن الغريب أن الأستاذ خالد يرى في هذه الأمنية تعارضًا مع مطلب حضرموت بالحكم الذاتي، وهو ما أراه خللًا في الفهم وليس في الفكرة.*

*ان الحكم الذاتي لا ينفي ريادة حضرموت، بل هو ضرورة لتأكيد خصوصيتها وإرادتها الحرة في إدارة شؤونها، انطلاقًا من المقولة البديهية: "أهل مكة أدرى بشعابها". فكيف يُفهم أن رغبة الحضارم في تسيير شؤونهم بأنفسهم، تُفسَّر على أنها انكفاء أو تقزيم لطموحهم؟ لقد جانبت الصواب يا أستاذ خالد حين قلت إن الحكم الذاتي "أصغر من حضرموت"، بل نحن نراه وسيلة حضارية للنهوض بها، وضمانة لاستمرار عطائها وريادتها.*

*أما تصويرك للحكم الذاتي بانه "منزلق خطير"، بل نحن نراه من منظورنا امتدادًا طبيعيًا لمسار حضرموت في العطاء، لا منحدرًا كما صورته، بل هو طريقًا نحو استعادة الدور الريادي الذي حاولت الوصاية والدكتاتوريات المركزية طمسه طيلة العقود الماضية.*

*أن ما اشرتم له من ان مطالبة حضرموت بالحكم الذاتي هو مجرد "ردة فعل" على تصرفات الإمارات والمجلس الانتقالي، فهذا مجافٍ للحقيقة. فلو عدتَ لتاريخ حضرموت منذ قيام الوحدة اليمنية، لوجدت أن النخب الحضرمية الواعية نادت مبكرًا بالحكم المحلي والإدارة الذاتية، لا من باب ردة الفعل ، بل من منطلق الرؤية والاستشراف للمستقبل، لكن هذه الدعوات قوبلت بالتجاهل والتهميش، حتى صارت حضرموت، للأسف، تُرى فقط كبقرة حلوب.*

*وهنا ننتقل للشق الآخر من مقالك استاذ خالد  الذي  تطرّقتَ فيه  إلى ما وصفته بمحاولة السعودية "لقضم حضرموت" وتفتيت اليمن من خلال دعم الحكم الذاتي. وهنا نسألك عزيزي بكل صراحة: أين هو هذا التصريح أو الموقف الرسمي السعودي الداعم للحكم الذاتي؟ لم نسمع عن ذلك. وإن كان، فما العيب في أن تساند المملكة تطلعات الحضارم المشروعة؟ نحن، في حضرموت، لا نرى في التقارب السعودي الحضرمي خطرًا، بل فرصة لبناء شراكة استراتيجية تحقق استقرار اليمن والمنطقة.*

*أستاذ خالد، إن استغاثتك في ختام مقالك بـ"الشرعية" ومؤسساتها لمواجهة مطالب الحضارم بالحكم الذاتي، كانت موضع دهشة واستغراب. فهل من المنطق أن نستغيث بمن ساهموا في بيع الوطن وضيّعوا بوصلته؟! إن من أضاع السيادة لا يمكنه أن يكون وصيًا على حضرموت، التي يجب أن تُمنح حق تقرير مصيرها بإرادتها الحرة، وليس بإملاءات من فقدوا شرعيتهم.*

*في الختام، دعونا نتفق معكم اقل حاجة في هذه المرحلة أن حضرموت لا تسعى للانفصال ولا إلى القطيعة، بل تطالب بحقها الطبيعي في إدارة شؤونها بنفسها، حفاظًا على كيانها وهويتها ومشاركتها الإيجابية في مستقبل اليمن والمنطقة.*

*وفّق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق