بقلم / سالم عوض الربيزي .. بين أنقاض غزة وصفقات التريليونات ،حين تُسفك الدماء وتُصفّق الأكُف - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 15 مايو 2025

بقلم / سالم عوض الربيزي .. بين أنقاض غزة وصفقات التريليونات ،حين تُسفك الدماء وتُصفّق الأكُف

.com/img/a/

في أقل من أربع وعشرين ساعة، سقط أكثر من مئة شهيد في غزة، تحت وابل من الصواريخ الإسرائيلية، التي تحمل توقيع مصانع السلاح الأمريكية. هذا المشهد الدموي المتكرر لم يعد يثير صدمة العالم كما كان يفعل يوماً، وكأن حياة الإنسان الفلسطيني باتت تُقاس بعدد الضربات الجوية لا بعدد الأرواح التي تزهق.

أليست هذه الأرواح البريئة أقدس عند الله من حجارة الكعبة؟ ألم يُروَ أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئٍ مسلم؟ فما بالنا إذن بمجزرة تُرتكب تلو الأخرى على مرأى ومسمع العالم، في الوقت الذي تتنافس الأنظمة العميلة على تقديم المال والولاء لمجرمي العصر، ولا نكاد نسمع غير صمت مدوٍ وتصفيق حار لصفقات لا تُسمن ولا تُغني من جوع؟ وإنما تأتي لتجديد الولاء لمن صنع مجد أدوات القهر.

وفي المقابل، تضخ المليارات وتُبرم الصفقات السياسية والاقتصادية مع من كان يوماً رأس الإرهاب العالمي – دونالد ترامب – في عهد سقطت فيه كل الأقنعة. أنفقت السعودية والإمارات وقطر وحدها ما يزيد عن ثلاثة تريليونات وستمائة مليار دولار على الولايات المتحدة، معظمها خلال فترة وجيزة، بحجة "حماية المصالح" و"تعزيز التحالفات".

تخيل لو أن هذا الرقم الهائل أُعيد توجيهه نحو بناء أوطاننا العربية! كيف كان يمكن لـ22 دولة عربية أن تتحول إلى نماذج في الرفاه والعدالة والتنمية؟ كيف كان يمكننا أن نرى مشاريع عملاقة توفر الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي؟ كيف كانت ستُمحى آثار الجوع في اليمن، وتُوقف الحروب في سوريا، وتُرمم الأنقاض في ليبيا، ويُبعث الأمل في العراق ولبنان وفلسطين؟

لو وُظفت هذه الثروات حيث يجب، لكنا اليوم من صناع القرار في هذا العالم، لا من متلقيه. لكنا نُدير معاركنا بأيدينا، لا نُسلّم رقابنا لأعدائنا.

ما يحدث في غزة ليس فقط جريمة حرب، بل هو أيضاً جرح مفتوح في ضمير الأمة. والمفارقة أن من يملك القدرة على تضميده، يكتفي بالتفرج، أو في بعض الحالات، يموّل الجلاد ويمنحه شرعية دولية.

فإلى متى ستظل هذه الانظمة العميلة تصنع مجد الآخرين بدمائنا، وتصنع آلام الأمة ومعاناتها بأموالها؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق