في مثل هذا الشهر العظيم، شهر ذي الحجة الحرام، وفي أجواء مفعمة بالإيمان، تستحضر الأمة الإسلامية أعظم مشهد تاريخي شهدته البشرية، حين وقف النبي محمد ﷺ في يوم عرفة المشهود، يخطب في الناس خطبة الوداع، معلنًا المبادئ العظمى التي يجب أن تُرعى إلى قيام الساعة، فقال:
ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
ثم قال:
«ألا هل بلّغت؟»
قالوا: بلى يا رسول الله.
فقال:
«اللهم فاشهد، فليبلّغ الشاهدُ الغائبَ».
لقد كان ذلك بلاغًا للنّاس كافة، وتحذيرًا صريحًا من انتهاك الحرمات، وسفك الدماء، وهتك الأعراض، وسلب الأموال.
واليوم، وبينما تنعم حضرموت ـ بفضل الله ـ بالأمن والاستقرار، ويُجنّب أهلها مآسي الحروب وويلاتها، إلا أن شبحًا آخر لا يقل خطورة عن السلاح والدماء يخيم عليها: انه شبح الفساد المنهجي، والنهب الممنهج لثرواتها ومقدّراتها.
لقد أضحت ثروات حضرموت عرضة للنهب الفاضح، وتحوّلت خيراتها التي كان من المفترض أن تعود بالنفع على أهلها إلى غنائم تتقاسمها أيادٍ لا ترعى لله في الشعب حرمة.
فالمواطن الحضرمي ترك يُكابد الفقر والحاجة، رغم أن أرضه تفيض بالخيرات، والموارد، والفرص، التي لو أُديرت بعدل، لما بقي فيها جائع ولا عاطل.
أما علم الناهبون أن المال العام أمانة؟
أين الخوف من الله؟
أين الإيمان بيوم الحساب؟
إن من أعظم البلايا أن تُنهب مقدرات الشعوب في صمت، ويُسلب الضعفاء قوت يومهم، بينما تتكدس الأموال في جيوب قلة من المتنفذين.
ومن الموجع حقا أن بعضهم جمع الملايين ، بطرق غير مشروعة بينما هناك من لا يجد لقمة عيشه إلا بذل ومهانة، وقد يفقد معها كرامته وإنسانيته.
إن الصمت في وجه الفساد جريمة واي جريمة.
وإذا هابت الأمة أن تقول للظالم "يا ظالم"، فقد بدأت تكتب بيدها شهادة فشلها.
إننا في هذه الأيام المباركة، وفي شهر الله الحرام، لا نملك إلا أن نصدع بالحق ونقول لقد آن لهذا العبث أن يتوقف، وأن يُعاد الحق لأهله، فحضرموت تستحق حياة كريمة، تستحق من يحفظ مالها، ويصون كرامتها، ويخشى الله في شعبها.
إنها دعوة صادقة، من قلب يملؤه الأسى، وعقل يدرك أن الأوطان لا تُبنى على جماجم المظلومين، ولا تنهض بثروات منهوبة، ولا تباركها دعوات المقهورين.
فنسأل الله أن يهدي القائمين على شؤون البلاد الحضرمية ، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد، يُعز فيه أهل العدل، ويُذل فيه كل فاسد معتدٍ،
وأن يحفظ حضرموت وأهلها، ويعيد لها بهاءها وعدلها.
ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
ثم قال:
«ألا هل بلّغت؟»
قالوا: بلى يا رسول الله.
فقال:
«اللهم فاشهد، فليبلّغ الشاهدُ الغائبَ».
لقد كان ذلك بلاغًا للنّاس كافة، وتحذيرًا صريحًا من انتهاك الحرمات، وسفك الدماء، وهتك الأعراض، وسلب الأموال.
واليوم، وبينما تنعم حضرموت ـ بفضل الله ـ بالأمن والاستقرار، ويُجنّب أهلها مآسي الحروب وويلاتها، إلا أن شبحًا آخر لا يقل خطورة عن السلاح والدماء يخيم عليها: انه شبح الفساد المنهجي، والنهب الممنهج لثرواتها ومقدّراتها.
لقد أضحت ثروات حضرموت عرضة للنهب الفاضح، وتحوّلت خيراتها التي كان من المفترض أن تعود بالنفع على أهلها إلى غنائم تتقاسمها أيادٍ لا ترعى لله في الشعب حرمة.
فالمواطن الحضرمي ترك يُكابد الفقر والحاجة، رغم أن أرضه تفيض بالخيرات، والموارد، والفرص، التي لو أُديرت بعدل، لما بقي فيها جائع ولا عاطل.
أما علم الناهبون أن المال العام أمانة؟
أين الخوف من الله؟
أين الإيمان بيوم الحساب؟
إن من أعظم البلايا أن تُنهب مقدرات الشعوب في صمت، ويُسلب الضعفاء قوت يومهم، بينما تتكدس الأموال في جيوب قلة من المتنفذين.
ومن الموجع حقا أن بعضهم جمع الملايين ، بطرق غير مشروعة بينما هناك من لا يجد لقمة عيشه إلا بذل ومهانة، وقد يفقد معها كرامته وإنسانيته.
إن الصمت في وجه الفساد جريمة واي جريمة.
وإذا هابت الأمة أن تقول للظالم "يا ظالم"، فقد بدأت تكتب بيدها شهادة فشلها.
إننا في هذه الأيام المباركة، وفي شهر الله الحرام، لا نملك إلا أن نصدع بالحق ونقول لقد آن لهذا العبث أن يتوقف، وأن يُعاد الحق لأهله، فحضرموت تستحق حياة كريمة، تستحق من يحفظ مالها، ويصون كرامتها، ويخشى الله في شعبها.
إنها دعوة صادقة، من قلب يملؤه الأسى، وعقل يدرك أن الأوطان لا تُبنى على جماجم المظلومين، ولا تنهض بثروات منهوبة، ولا تباركها دعوات المقهورين.
فنسأل الله أن يهدي القائمين على شؤون البلاد الحضرمية ، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد، يُعز فيه أهل العدل، ويُذل فيه كل فاسد معتدٍ،
وأن يحفظ حضرموت وأهلها، ويعيد لها بهاءها وعدلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق