لست قريبًا من مدينة المكلا، ولا أعلم يقينًا ما يجري هناك، فالحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره.
أما أن تكون هناك احتجاجات جماهيرية غاضبة كما تناقلته الوسائل، فذلك أمر غير مستبعد، بل من المرجّح أن تتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم، في ظل واقعٍ مرير يعيشه المواطن الحضرمي، وقد بلغ السيل الزُّبى، وضاق الناس ذرعًا بما آلت إليه أوضاعهم.
أما إلى أين ستسير الأمور؟ فذلك مما لا يمكن الجزم به، ولكنّ ملامح المعادلة باتت واضحة: سلطة مترهّلة، بمؤسساتها المدنية والعسكرية، عاجزة عن تلبية أبسط مقومات الحياة الكريمة، في مقابل شعبٍ غاضب كُويَ بنار المعاناة، وطفح به الكيل، ولم يعد يطيق هذا البؤس المزمن.
لا نستبعد أن تشهد حضرموت ثورة جياع ومظلومية، فمثل هذه الثورات دائمًا ما تُكتب لها الحياة إذا ما خُطِّط لها بحكمة، وجرى تنظيمها برُشد، دون أن تختلط فيها الأوراق، أو يتسلّقها المتسلّقون ويعبث بها المفسدون.
الواقع اليوم يفرض التغيير، بل يُلزم به. ولا بد من أن تُفرز المرحلة القادمة قيادة أمنية وعسكرية ومدنية جديدة، مخلصة، تتصدّى لمسؤولياتها بشجاعة، وتنهض بحضرموت من كبوتها، وتستعيد كرامة المواطن، وتعيد بناء الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة.
لكن الحذر، كل الحذر، من راكبي الموجة ومقتنصي الفرص، فكما يُقال: الثورة يخطط لها الحكماء، وينفذها الشجعان، ويقطف ثمارها الأنذال.
لقد آن الأوان لأهل حضرموت أن يوحّدوا الصف، ويجمعوا الكلمة، ويقطعوا دابر الفتنة، وأن يسدّوا الطريق أمام كل من يُريد الاصطياد في الماء العكر، أو يحاول حرف البوصلة عن مسارها الوطني النبيل.
أنا على يقينٍ راسخ بأن الحكمة الحضرمية ستتغلب على المحنة، وأنّ الله – جلّ في علاه – سيمنّ على هذه الأرض الطيبة بمنحةٍ من رحم المعاناة، يشرق معها فجرٌ جديد، يبدّد ظلمات القهر، ويبشّر بولادة وطنٍ حضرمي آمنٍ ومستقر، لا يعود نفعه على أهله فحسب، بل وعلى جيرانه، بل وعلى اليمن والمنطقة كلها.
والله وليُّ الأمر، والقادر عليه.
أما أن تكون هناك احتجاجات جماهيرية غاضبة كما تناقلته الوسائل، فذلك أمر غير مستبعد، بل من المرجّح أن تتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم، في ظل واقعٍ مرير يعيشه المواطن الحضرمي، وقد بلغ السيل الزُّبى، وضاق الناس ذرعًا بما آلت إليه أوضاعهم.
أما إلى أين ستسير الأمور؟ فذلك مما لا يمكن الجزم به، ولكنّ ملامح المعادلة باتت واضحة: سلطة مترهّلة، بمؤسساتها المدنية والعسكرية، عاجزة عن تلبية أبسط مقومات الحياة الكريمة، في مقابل شعبٍ غاضب كُويَ بنار المعاناة، وطفح به الكيل، ولم يعد يطيق هذا البؤس المزمن.
لا نستبعد أن تشهد حضرموت ثورة جياع ومظلومية، فمثل هذه الثورات دائمًا ما تُكتب لها الحياة إذا ما خُطِّط لها بحكمة، وجرى تنظيمها برُشد، دون أن تختلط فيها الأوراق، أو يتسلّقها المتسلّقون ويعبث بها المفسدون.
الواقع اليوم يفرض التغيير، بل يُلزم به. ولا بد من أن تُفرز المرحلة القادمة قيادة أمنية وعسكرية ومدنية جديدة، مخلصة، تتصدّى لمسؤولياتها بشجاعة، وتنهض بحضرموت من كبوتها، وتستعيد كرامة المواطن، وتعيد بناء الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة.
لكن الحذر، كل الحذر، من راكبي الموجة ومقتنصي الفرص، فكما يُقال: الثورة يخطط لها الحكماء، وينفذها الشجعان، ويقطف ثمارها الأنذال.
لقد آن الأوان لأهل حضرموت أن يوحّدوا الصف، ويجمعوا الكلمة، ويقطعوا دابر الفتنة، وأن يسدّوا الطريق أمام كل من يُريد الاصطياد في الماء العكر، أو يحاول حرف البوصلة عن مسارها الوطني النبيل.
أنا على يقينٍ راسخ بأن الحكمة الحضرمية ستتغلب على المحنة، وأنّ الله – جلّ في علاه – سيمنّ على هذه الأرض الطيبة بمنحةٍ من رحم المعاناة، يشرق معها فجرٌ جديد، يبدّد ظلمات القهر، ويبشّر بولادة وطنٍ حضرمي آمنٍ ومستقر، لا يعود نفعه على أهله فحسب، بل وعلى جيرانه، بل وعلى اليمن والمنطقة كلها.
والله وليُّ الأمر، والقادر عليه.







ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق