الأستاذ محمد دمبع النخعي لم يكن شيطانًا يومًا ولن يكون أيضاً . هو رجل بسيط وعفوي بالفطرة، وواحد من أهل العزم واللين والمروءة.
من جبال أبين الشامخة استمد شموخه وعزمه، وعزم ثائر من الرعيل الأول للثورة الجنوبية التي انطلقت عام 2007. يومها، لم يكن أمام عينيه سوا حلم استعادة الدولة. خرج مع كثير من الشرفاء في الصف الأول للحراك الجنوبي السلمي وخرجوا بصدور عارية، مُعرِّضين أنفسهم لجميع المخاطر المحتملة، ونالهم ما نالهم من التعب والجوع والعطش.
أصبح النخعي على قائمة المطلوبين الأوائل لقوات عصابة عفاش. وجد النخعي نفسه متنقلاً بين سهول وأودية أبين التي تزرع الطيبات بجميع أنواعها. أبين التي زرعت وأثمرت وصدرت قادة عظماء شاركوا في قيادة الفتوحات الإسلامية، وعلى رأسهم مالك بن الحارث النخعي، المشهور بـ "الأشتر النخعي". والأستاذ محمد دمبع هو من أحفاد هذا القائد العظيم.
كان يتنقل مطاردًا ويتسلل الجبال إلى المحافظات الجنوبية الأخرى للمشاركة في الفعاليات، حتى تم اعتقاله في عدن عام 2008. وكان يشغل حينها منصب رئيس دائرة الشباب في مجلس تنسيق الفعاليات ورئيس المجلس الوطني الأعلى بصرة النخعيين . ومكث قرابة الشهر في سجن الأمن السياسي بالتواهي.
في بداية عام 2009، عُيِّن أمينًا عامًا لاتحاد شباب الجنوب بمحافظة أبين حتى شهر مايو من العام نفسه. اعتُقل مرة أخرى ومكث شهرًا في سجن الفتح بعدن، ثم قاموا بترحيله إلى صنعاء التي تنقل بين سجونها: من سجن هبرة إلى سجن البشائر والسجن الحربي. وبعد عشرة أشهر من السجن التعسفي، تمت محاكمته بتهمة المساس بالوحدة والدعوة إلى تقسيم البلاد.
قدم النخعي لهذا الوطن من وقته وصحته وقضى سنوات عمره بين السجون والفعاليات والتنقال في السهول والوديان مطارَدًا، وهو يحمل راية وطن طالما حلم بعودته وعودة الحياة المدنية إلى ربوعه، وبناء مؤسساته، وتنمية شعبه.
لم يكن النخعي يفكر بأنه في يوم من الأيام سيصبح متهم ومطارَدًا من قوات تحمل تلك الراية التي حملها والتي قدَّم لأجلها الغالي والنفيس. ولكن، وبكل أسف، هذا ما حصل اليوم في زمن التزييف والتدليس و"الزنط الثوري". تبدلت الأحوال وأصبح الثوار يتعرضون للطلقات الغادرة، ومنهم من سُجن، ومنهم من أصبح مطارَدًا، وفي أحسن الأحوال التشريد خارج أسوار الوطن بعدة تهم كيدية، منها: الأخونة والتحوث، وربما تصل التهم إلى الإرهاب
علما ان تلك التهم قديمة متجددة سنها أسلافهم وراح ضحيتها رؤوسا ورجال دولة وسياسيين وعسكريين ورجال علم ومال ومشايخ .







ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق