بقلم / سعيد خميس بامحسون .. في زمن الفوضى ،حضرموت تفتقد حكمة الشيخ عبدالرحمن باعباد - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الجمعة، 5 ديسمبر 2025

بقلم / سعيد خميس بامحسون .. في زمن الفوضى ،حضرموت تفتقد حكمة الشيخ عبدالرحمن باعباد

لسان الحال:
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَّيلَةِ الظَّلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

رحم الله الشيخ العلّامة عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد باعباد، شيخ قبائل حضرموت ومنصب مشايخ آل باعباد، وأحد أبرز الشخصيات الاجتماعية المرموقة، التي كان لها بالغ الأثر في المشهدين الاجتماعي والسياسي بحضرموت.
لقد عُرف بالحكمة والوعي والبصيرة النابعة من نور الأبوة وروح النبوة، مع فهم عميق للمتغيرات، وقدرة فريدة على معالجتها بميزان الشريعة الإسلامية.
وفي خضم ما تعيشه حضرموت اليوم من فوضى وتخبط وعمليات عسكرية متسارعة، نفتقد ذاك الصوت الواعي الذي كان يخترق الصفوف، لينقذ ما يمكن إنقاذه، ويُرسّخ دعائم السلام، ويُعلي من قيم الإخاء، ويقود إلى مخرجات رشيدة تخدم حضرموت والوطن بأسره.
لقد حاول كثيرون أن يكونوا الشيخ عبدالرحمن باعباد، لكن هيهات هيهات، فقد أرادوا بلوغ الغايات بلباس التمشيخ وبالظهور المنمق، وما إن لاح خطر أو دق ناقوس أزمة، حتى خفتت أصواتهم، بل غابت، لأن المقاصد تبدّلت، والهمم خارت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن حضرموت، بأرضها وإنسانها، بمدرستها وفكرها، بأمانتها وثروتها وتنميتها، كانت ولا تزال شعلة مضيئة في أرجاء العالم، لا بشعارات رنانة أو خطب منمقة، بل بأعمال صادقة، حملها رجال عظماء، أدركوا معنى الأخوة والتلاحم وتوحيد الصف، وقبل ذلك عرفوا للدين حقه، فعُرفوا بالصدق والأمانة والخلق الرفيع، وكان الشيخ عبدالرحمن باعباد مثالًا حيًا لتلك القامات الحضرمية الشامخة.
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى فكر ناضج، ونوايا صادقة، تجمع ولا تفرّق، تصلح ولا تفسد، تبذل الجهد والوقت والروح لإحقاق الحق، بعيدًا عن العبث والعنصرية والتخلف والتحريض، من أجل ترسيخ السلام في أرضٍ لم تعرف عبر تاريخها إلا بالأمن والأمان.
رحم الله الشيخ عبدالرحمن باعباد، فقد كان بدرًا يُفتقد في الليالي الظلماء، وركنًا من أركان الحكمة في حضرموت، وعلَمًا من أعلامها الذين لا يُنسَون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق