مقال ل : علي التميمي " هنا قسم " - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 30 أغسطس 2018

مقال ل : علي التميمي " هنا قسم "

هنا الأخوة ، هنا المحبة ، هنا الرجال الأصيلة ذو الهمم .

عذراً يا حبر القلم ، اليوم سأكتب حروفي وكلماتي بدم . 

سأكتب عن مجدٍ ، عن أصالةٍ ، عن إبداع وصل أعالي القمم . 

عن يومٍ سعيداً أكتست فيه بالحُسنِ والجمالِ *قسم* .

لقد سعدتُ ، وسعد الألاف من أبناء منطقة قسم وهم يشاهدون اللوحة الفنية الرائعة لمسرح الزواج الجماعي الأول بقسم ، تلك اللوحة المرسوم عليها كلمة *قسم* بالألوان المضيئة الزاهية قد حازت على إعجاب الجميع ، وآسرت العقول والألباب ، لما تحمله من الجمال الشكلي والجمال المعنوي . فخلف هذه الكلمة *" قسم"* يكمن مغزى جميل ، ومعنى عميق ، ودلالات عظيمة تعبر عن قوة ، عن اتحاد ، عن تكاتف ، عن أخوة صادقة تجمع أهالي هذه المنطقة منذ قديم الزمن ، فهم يداً واحدة في الأفراح والأتراح ، في الرخاء وفي الشدة .

وهذا ما ظهر جلياً و واضحاً خلال الأيام القليلة الماضية ، عندما بدء العدُ التنازلي لموعد الزواج الجماعي الأول  . فلقد سارع وبادر أهالي المنطقة عن بكرة أبيهم لتلبية نداء لجنة الزواج الجماعي ، التي بذلت جهوداً عظيمة وجبارة ، على مدى أكثر من عام ونصف في الإعداد والتنسيق والترتيب ، وتحملت المشقة والتعب لتحقيق هذا الحلم ، الذي طالما كان ينتظره الكثير من الشباب منذ فترة طويلة ، وفعلاً تحقق بفضل الله أولاً ، ثم بفضل النيات الصادقة ، والهمة العالية ،  والعزيمة القوية التي تميز بها القائمون على هذا الزواج ، فكان الناس معهم ، ورهن إشارتهم ، حيث هب كل أبناء المنطقة إلى ميدان العمل لإتمام هذه الفرحة الكبيرة . فكان الجميع جنودٌ مجندة في خندق واحد ، على قلب رجل واحد لخدمة قسم ، وإظهارها بالمظهر الذي يليق بها ، وبتاريخها المجيد ، وانجازاً لهذه الفرحة البهيجة على أحسن ما يكون . 

وبتوفيق الله تفجرت الطاقات الإبداعية الهائلة للشباب ، وظهرت القدرات العالية ، واللمسات السحرية الجذابة ، وكلاً قدم أجمل ما عنده ، كلاً في مجاله وتخصصه وما يتقنه . 

ولاشك أن مثل هذا التعاون والتكاتف يبعث الفرح والسرور في النفوس ، وينشر الود بين الناس ، ويقوي أواصر المحبة والإخاء بين أهالي المنطقة الواحدة ،  وحينها تتنزل الرحمات وتحل البركات . قال تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ) . والمعروف أن من الإيمان والتقوى أن تحب أخيك المؤمن وتخدمه وتضحي من أجله مثلما قال رسولنا الكريم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) . فعندما تتحقق هذه المبادىء الإسلامية السامية في حياتنا ، ستصبح الحياة جميلة ، و سيمُن الله علينا بشأبيب رحمته ، و واسع فضله وكرمه ،  وسنصلُ إلى كل ما نبتغيه ، وكل ما نحلم به في القريب العاجل . 

فتحية تقديراً وأحتراماً لكم جميعاً يا أهالي منطقة قسم كبيراً وصغيراً على هذه الروح الأخوية العالية ، وهذا التفاني وهذا الأخلاص .ونسأل الله أن يديم عليكم هذه النعمة ويزيدكم من فضله ويسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة .  

كما نقدم أجمل تهانينا ، وأطيب تبريكاتنا ، وخالص أمنياتنا القلبية للوجوه النيرة ، أصحاب الابتسامات المشرقة ، نجوم هذا اليوم الميمون ، وعرسان هذا المهرجان المبارك ، سائلين الله تعالى أن يتمم لهم بخير ، و يرزقهم الذرية الصالحة المباركة . و يخرج من أصلابهم الطيب المبارك . 

والشكر والتقدير لراعي الجود وصاحب الكرم المعهود الشيخ : صفيان بن عيظه بن طناف المنهالي ، الراعي الأول لهذا الزواج ، وهذا ليس بغريب عنه فهو من أصل طيب وشيخ قبيلة عريقة لها تاريخها المشرق في الكرم والجود والإحسان للغير ، والمواقف الرجولية المعروفة لدى القاصي والداني ، والشكر موصول لكل الداعمين والمساهمين ، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم ويبارك لهم فيما أعطاهم ، ويحسن عاقبتهم في الأمور كلها . 

أخوكم : علي عبدالله التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق